قصة قصيرة

خُماسية قصيرة جدًا

حسن الفياض / مصر

حَنِينٌ
احْتَضَنَهَا بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ، قَبَّلَها..انْتَشَتْ عُرُوقُهُ بِالْفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ حِينَما شَعَرَ بِأَنامِلِها تَرْبُتُ بِدِفْءٍ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، أَخْفَى عَبْرَتَيْنِ تائِهَتَيْنِ عَنْ ابْنِهِ عِنْدَمَا اقْتَحَمَ عَلَيْهِ الْغُرْفَةَ وَقَدْ أَمْسَكَ بِالصُّورَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُوَ يُطَالِبُهُ بِثَمَنِ هَدِيَّةِ عِيدِ الْأُمِّ.
عِشقٌ
قَدُّها المَمشوقُ وَحديثُ عينَيها..يُفجّرانِ في نفسي نَظمًا يَعجزُ لِساني عَن ترتيلِهِ..منذُ أَنْ أتتْ في أولِ يومِ عَملٍ لها..حيثُ مَكْتبُها المُقابلُ لِمكتبِي عَلى الطّاولةِ جَلستْ أَمامِي تَتفرَّسُنِى بِمُقلتيْها الحَوْراويَّتيْنِ، وبينما كانتْ تمُدُّ يدَها باحِثَةً عَن يَدِي، كُنتُ أَستيقِظُ من نومِي عَلى ضَجيجِ الجِيرانِ..
سَذاجة
جُلوسها على الطّاولة مُنفردة، ونظراتُها الباسِمة نحوي، دفعاني لأن أقترب منها، ولما أومأت لي برأسها، جلستُ أمامها قالت: اِرمِ بياضَك..قلتُ: أأنتِ مُنجّمة؟ نظرت إلىّ مُتعجّبة!، ثم قامت تتأبطُ ضحكاتها ومضت..
في المترو
جلست بجواري، تبادلنا أطراف الحديث، بهرتني بفصاحتها وصوتها الرقيق، سألتها دون أن أدري: كم عمرك؟ قتلتني بنظراتها، ثم قالت وهي تقف منتفضة: محطتي القادمة..
نِزاع
دَنا منْهُ، نَهرَهُ بشِدّة، نَعَتَهُ بالضّعُفِ واللِينِ، أبَى أنْ ينْصَاعَ لتسلُطِه وعجْرفتِه، تَصَارَعَ الإثنَان، كِلاهُمَا عَجِزَ أنْ ينْتصِر عَلَى الآخَر، فاِنْزَوى قلْبي حَزِينًا، بَيْنَمَا كَانَ عَقْلي يُشِيحُ بوجْهِه غَضْبان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024