جِدْ لي مكانا
حيث الجنانُ
وحورُ العين
أُنْقُش أوزاري على كتفيْكَ
ولْنستقبلْ معا الآخرة
في الضّوء
نطفةٌ من ذلك الألم المقيتِ
وفي التّعاريج
شمعتُك الأخيرةُ
الّتي أطفأتَ
«عائشة لن تفتح ضفائرَها
للمساء
ولن تقْرَعَ أبوابَ الجنّةِ
بالجوع
لن يملأَ صمتُ حنّائِها
فراغَ يديٍها بالزّغاريدِ
ولن تنبُضٓ في جثّتِك الباردة»
جِدْ لي
حذو خدّك مرقدا
ضُمّني قليلا
بارد هذا المساء
والوطاويطُ من حولي
بلا أجنحة
قبِّلني قليلا
فعلى شفتيّ ترقُد عاصفة
دثّرني وأقمْ صلاتٓك
حيث تركتُك
هنا
لا وجع ينخُر البوحَ
ولا رقصاتٍ لناسكة
هناك
تركتُ جلدي
وجهي
شامتي
وجئتُ لأستقبلَ
معك الآخرة
هناك
أوقدْت أناملي
كي ْ يسْمُوَ حرفي
وتزهو ملامحي
جدْ لي مكانا
أو ساومْ الملائكةَ
علّها تحرّرْ صدرَك
فأتوسّده
أكلّ هذا الهتاف من حولِك
أيّها المنسيُّ في نعشك الأبديِّ
وانت تقايض الفجر ؟!
أكلُّ هذه الأنهار
وانت ترتشف قاعَ صوتك؟!
إبليسُ يلاعب أظافرَ الغيبِ
والقصائدُ تنساب من عينيْك
فاجرةً
فهل ستشْفع لكَ
لتلِج السّماءٓ
وتقْتاتَ من الفاكهة؟!
جد لي مكانا
حذو ذاك الخصْر
كي أرتّبٓ الأحْرف
التّي تدحرجتْ
دعني أُمرّرْ على الفراغِ
يديْك
حتّى تعانقك التراتيلُ
افترشْ لي ذلك الوردَ
المزروعَ على وجنتيْك
قبّلني قليلا
قليلا
ودعْنا معا
نسْتقبلُ الآخرة.