مُدْرِكَةٌ لِما فِي الحَنِينِ من أبوابٍ
تنقَلِبُ غُرْفَتِي فَجْأةً إلى شِراعٍ وَعاصِفة
وينْقَلِبُ عَقْلِي إلى لاَعِقٍ لِغُبارِ الأزْمِنة
لَا عقَارِبَ تَحْرُسُنِي
الأنا الأعْلَى هُو الآخر مَطْعُونٌ بالأسْئِلة
لِلحنِينِ أبجدياتُهُ ونَظرياتُهُ كالفَلسفة
وأنا المَكْبُوتُ مُحاصَرٌ بِكلّ العُيونِ والعاهَاتِ
مُقيَّدٌ إلى وطَنٍ لا تَعْنِيهِ أرواحي الأخْرَى الهائِمة بلا بوْصلة
الآن أُشَرِّعُ لِلحنِينِ عَيْنِي والمِقْصَلة
إنّ امرأة حِينَ تُحِبّ
تُدْفنُ حيَّةً
وأنَا الحيَّةُ التِي تَخلّصت من سُمومِها
لِتتذَوَّقَ دِفءَ المنادِيلِ الوَرَقِية كَفراشَةٍ مُجَفّفةٍ في دفاتِر الهُواة
مَابَيْنَ جُثَّتينِ أصْحُو
...لأكْتشِفَ كَمْ هُو مُحْزنٌ أَلّا نكُونَ معًا في كلّ الشتاءات
نَتنفَّسُ فِي قُبْلَةٍ
نَسِير في خُطْوة
كَمْ هُوَ مُحْزِنٌ أَنْ نَقِفَ على عتَباتِ الحَنِينِ كَشجَرةٍ تُبلِغُ الطّرِيقَ التحايا
لِتُشْفَى من خَيْباتِ الانتِظار...