أريدهُ...
معَ إشراقةِ الصباحِ
في وَضَحِ النهارِ
مع زقزقةِ العصافيرِ
على الاغصان
أريدهُ..
معَ أنسامِ الظِلالِ
في الصحارى والبحارِ
فوقَ شامِخاتِ الجبالِ
في قلبِ البراكينِ
الثائراتِ
في أعماقِ المحيطات
الهادراتِ
أريدهُ..
في الحقولِ المزهراتِ
برِفقةِ الحَسَاسينِ
والفراشاتِ
فوقَ سطحِ القمرِ
في سِباقِ النجومِ
والنيازكِ السابحاتِ
أريدهُ..
عُصفوراً بينَ يدَيَّ
لا يَطيرُ
إلا ليَحُطَ على الجبينِ
أريدهُ..
فصولَ العامِ..يُزيلُ
ارتباكَ السنينِ
إسراءً ومِعراجاً
ما بينَ الروحِ
والقلبِ المهيضِ
أريدهُ...
ثلجاً يُبرِّدُ إلتهابَ الجمرِ
تحتَ الخلايا الموات
أريدهُ...
عينَ ماءٍ تنبجس من بين
الصخورِ الصُّمِ فتَسقيني
أعذبَ الشراب
وتهديني الحياة
اريدهُ...
فَراشَ الحقولِ
دليلي إلى الزهرِ يكون
فيَغرقُ أنفي في شذا
بَيلسَانِ المروج...
أريدهُ...
آلهةَ الحربِ والسلامِ
يغفوانِ معاً في وئامٍ...
أريدهُ...
ترنيمةَ العيدِ في
ضحكاتِ الأطفالِ
منسابةً في حضنِ الأمهاتِ
أريده...
نعشَ ذاكرتي الميتةِ...
ومقبرةَ ألامي الغافيةِ
على سَفحِ جبلِ
السفينةِ الناجية...
أريدهِ...
سَريرَ طُفولتي العاريةَ
ورِداءً سُندسُياً يسترُ ما تبقى
من ظِلي تُعَريهِ رياحٌ صَرصَرية
أريدهُ...
وَعيِّ وهَذيَاني...
وعصفورَ الشتاءِ ينقرُ نافذتي
مُبللاً يَطلبُ الملاذَ في رحابي
أريدهُ...
حفنةَ تُرابٍ رطبٍ ودافءٍ
تَذروها اليَدُ في الحفلِ الأخيرِ