وها هوالأبيض يغزوجدائل شعرك القطني
وتلك التجاعيد المتراقصة أعالي الجبين
كأنّها تُذكِّرني بعُمرك المُتبقِّي!!
وعُمري المُتقلِّص بقُربك!!
أَبِي...
مُدَّ يديْك الكبيرتيْن لِي
انتزعني من الدُّنيا إليك
وأعد تكوينِي في رحمِ قلبِك من جديد
أبقيني بِك...أتوسَّدك وأقبِّلك كيْفما شِئت
كنتُ أنانيةً بك
كلَّما شهدت على عجزِك أمام المرض والعُمر
هرولت إلى غُرفتي...أوصدت الأبواب
على مخاوِفي
أبكِيك...أدعو الله أن لا يُريني فيك بأساً يُبكيني
أتوسّلُ إليهِ راجية بأن يسبِق بروحي...لا رُوحك
سامحني...
فدُموعي خانتني اليوْم
وأنت على المِنصّة تُكَّرم على مجهوداتك المبذولة
بيْننا حديث...
تمنَّيت لوْ كان عِناقاً
فكان قُبلة على جبينك الذي تصبَّبَ حبات الندى العطرة
نجاحُك أبي هو استقامة ظهري
أنانيَّة أنا بِك وبعُمرك...وبملامِح وجهك العبِقة
ومن كأبِي؟