كلّكم سجناء

د - مغتات فريدة

                                  
كانت عقارب ساعة سجن المحبّين تسير عكس الزمن، أحيانا بحركات معتوهة متباطئة كسولة وفي أغلب الأحيان مسرعة بجنون رياح المنافي كأنها طاحونة «دون كيشوت»، تدور حسب نبض الهوى في قلوب المأسورين خارج أوطأنهم المسجونين داخل أوكار أحزانهم. الساعة في كوكب المنافي مؤلمة، موخزة، موجعة تتلذّذ بتعذيب العاشقين بنار الحنين ونور الأمل المتواري خلف فوهة سجن الانتظار الطويل...الطويل.
كم هي ماكرة نوافذ هذا السجن الذي يطوقنا، فهي تتظاهر بإهداء النور إلى قلوينا وإذا بها شرارة نار مستترة بحيث، تحترف دغدغة أحلام من هم داخل السجن: سجن الأيام، سجن الساعات، سجن الأوقات، سجن الأوهام، سجن الأحلام. «كلّكم أبو العلاء، و كل سجين حبيس سجنه»، هكذا صاح ذاك السّجين بعد نوم عميق كنوم «مجنون» جبران.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025