آن لكِ أن ترقصي أيتها المدينة الفاضلة

أ : نجاع سعد

 آن لكِ أن تبتلعي نحيبنا برقصاتك المصطنعة، لتصنعي لنا قدراً عَجِزْنَا عن صُنْعِه أو بالأحرى لم يقْوَ فَقْرُنَا وعَوَزُنا على صنعه... آن لك أن ترقصي على جثامين مثقفيك وتمزقينها وترهبينها بعشرية سوداء دامية، كان لوقع أشلائها في نفوسنا نغمة حزن أبدية...
 آن لك أن تمنحينا أطباق الحلوى والكعك ومجالس الكبار ومتكآت ومآدب ذوي النفوذ، لِنُزكيك أو بالأحرى نُقدّمَك كغنيمة لمستقبلنا الهارب منّا...ولأنني لم أرَ الرقص إلا في القنوات الشرقية الماجنة إلا أنني تمنيت أن أكون شرقيا لأشاركك رقصك اللعين، غير أن ضرب الحزام لا أتقنه لأنه كلعبة نردٍ حامية الوطيس الربح فيها للمُراهن الأكبر...
 آن لك أن ترقصي أيتها المدينة الفاضلة، لكن يوما ما ستشهد عنك أحياءك الشعبية التي تتخبط في وحل وشوارعك المظلمة ليلا، ومثقفيك القابعين في زوايا المقاهي بأنك عاهرة لاتتصنَّعِينَ إلا لمغتصبيك

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025
العدد 19793

العدد 19793

الثلاثاء 10 جوان 2025