يفزعني ركض الزمن بهذه السرعة المخيفة، لدرجة أنني أتعمد إخفاء التاريخ من على شاشة هاتفي و دفاتر الدراسة و أمزق الرزنامات باستمرار لأنها ترعبني ، تذكّرني باقتراب نهاية ما و أنا أخشى النهايات ..في الواقع ، الجميع من حولي يقول أنني أستبق الأحداث بطريقة مبالغ فيها ، لكنني لا أتعمد فعل ذلك و لا أحب التفكير في الأمر حتّى كل ما أدركه أنني دائما أرى نقطة سوداء في أشد أيامي بياضا ، نقطة تشوش تفكيري ، تثير قلقي ، تجعلني أركز فيها بشكل ساذج متجاهلة كل النور من حولها. حتى في أحلامي تفوتني المواعيد و أرسب في امتحاناتي و أستمر في خسارة الأشياء ! أحيانا ، يساورني شعور بالضياع لأنني ببساطة لم أعد أعرف موقعي في هذه الحياة. لقد تطاول عنقي بسبب تطلعي الدائم إلى السوء الموجود في مكان ما من المستقبل ، حتى لم يعد بوسعي الجلوس بشكل مريح في «اللحظة» .. يخبرونني باستمرار أن السلبية الموجودة في رأسي ترسم لي كل تلك المشاهد البشعة ، و أنا أعرف هذا جيدا إنما ...لا يكفي أن أعرف
هناك شيء ما يتسبب بكل هذه الفوضى ، و يجب التخلص منه سريعا.