كلمات عتاب

مبارك منصوري يسرى

المكان مظلم جدّا، خانق جدّاً...
ذرّات الغبار تتشاجر لتجد معبرا،
رائحة العفن طغت على الأكسجين...
هنا، ذاك الأيسر، لا يزال ملقى على الأرضيـّة المتّسخة، يحاوِلُ تنظيفها، فيكتشف أنّ المكنـسة أشدّ اتّساخـا..
أحاول الهرب، غير أنّني بلغت مستوى عاليا من اليأس...
تعلمين، أن أرميَ نفسي إلى قعر الحياة، صعب ... صعبٌ من دون سلالم...
أحاول الصّراخ، غير أنّ حبالي الصّوتيّة مُزّقت...
مزّقت يوم صرخت أنا وأنت بأنّنا سنحيا لنحيـا..
حينما توجّب عليك أن تصفعيني لأفيق من لهوي ...
وأعيد صياغة كلماتي...
لازالت تلك الباقة التي أهديتنيها عربون صداقة أوّل محفوظة..
حاولت أن أجعلها دليلا إلى موقعي البائس علّهم يخرجونني منه ... عبر الشرخ الذي أحدثته في نفسي...
غير أنّ رائحة أصابعك وأنت تهدينني إياها منتنة، ماجعلهم ينفرون...
نافخة كير كنت ولم أنتبه...
لكنّني كنت محظوظة...
محظوظة لأنني اكتشفت بعد طول مدّة، طول لسانك، نوع البلازما التي تمشي في دمك، والأسوأ...
متعتك وأنت تأكلين لحم إخوتك أحياء...
اعتبرتُ أجل...
لكنّ الصّدمة أشدّ وطءا...
لازلت أتلمّس طريقي إلى الجنّة وحيدة...
علّي أجد رفيقا...
إلا أنني خائفة ...
خائفة من أن ألقاك ثانيـا، بوجه آخر...

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024