مرّت سنة
وأنت لازلتَ تدور بيننا
والجرح مازال نازفا
كأنّه هنا..
كأنّك الآن فقط تنادي علينا
وضحكاتك مزالت ترن
ومزال سماعها ممكنا
...
مرت سنة..
وكأنك الآن فقط خمدت ساكتا
وكأنهم الآن فقط حملوك على
أكتافهم مكفنا..
كأنّ الصراخ الآن تعالى في بيتنا..
وكأنّنا حديثوا الفجيعة بك
وكأنها لم تكن سنة
...
مرّت سنة..
وجمر فراقك بعد لم يخمد
بعدُ مزال في القلب الأنين
وفي العين دموع ساخنة
وفي الصدر آهةٌ شقت
جيوب الروح..
قتلتَ ما تبقى فينا من أمل
كسرتَ عمود سقفنا..
وأبٌ من الفجيعة ذاهلٌ
مازال للآن يبكيك تسترا
يخفي قلبا تفتت بين الأمكنة
يخفي ظهرا تكسر..
وشمعة ذوت فتيلتها..
ومصباحا تحطم
قد أضفى على البيت نورا مزيَّنَا
وأمٌ تمسكت بحبل الله تيقنا
أنه ما أخذ إلا ليعطي أفضلا وأحسنا
وأخواتٌ أربعٌ تركتهن وسط بحر
يشكو القرصنة..
لمن يشكين فجيعتهن؟
وأنت السند الوحيد
وبعدك، كل الفجائع ممكنة
....
مرّت سنة..
أحقّا مرت سنة؟!
لكنّي مازلت أراك تهرول بثوبك الأبيض
تسرع كي لا تفوتك الصلاة..
مازلتُ أسمع نداء صديقك عليك
كي لا تفوت أحلى الأوقات
مازلتُ أرى عنترياتك والمرجلة
واندفاعك عندما يفور غضبك
بعض فورات..
يا رجلا في ثوب طفل
أتدري ما تركت خلفك
من دمارٍ..وقحط..وفلاة؟
وما تركتَ فيا أنا؟!
ومرّت سنة
....
مازلتُ أبحث عنك بين الشوارع
أراك قادما من بعيد
تجر خلفك الفرح..والطفولة
وأحلى الأزمنة
مازلتُ أراك..ومازلتَ هنا
كأنّها ما مرّت سنة
كأنّها ما مرت سنة