أحداقُ الكلامِ

سليمة مليزي

يَا رَجُلًا ..
لماذا ظِلُّكَ يتبعُ ظِلِّي؟!
وعِيْنَاكَ يشاكسَانِ أهدابَ عيني
في كُلِّ خطوةٍ أجدُكَ أمَامِي
ألا تَرَى أنَّ الدُّنْيَا واسعةُ ؟!
ولَكَ متسعٌ مِن الفرحِ
فارحلْ مِنْ فِكْرِي وجُنُونِي
مِنْ غَضَبِي  وانْصِهَارِي
هَذِهِ آخرُ رَسَائِلِي
وعِتَابِي الأخيرُ
أصبحتُ أخجلُ مِن المَاضِي
ومِن اعترافَاتِي لَكَ بحُبِّي
لَمْ يعدِ للقلبِ متسعٌ للحُبِّ
ولا للتَّسَامُحِ.. فسحةُ أَمَلٍ؟!
ستمطرُ آخر قطرةِ غيثٍ؛
لتستنجدَ برُوحِكَ الهائمةِ
في بحرٍ مِنْ غُصَّةِ النَّدَمِ
وتَمْضي
يا رجلًا.
كنتَ رَجُلًا شرقيًا
يصنعُ الحُبَّ مِنْ شرانقِ شَرَايينِي
ويوزِّعُهُ على صَبَايَا القريةِ
وتتركُ لِي آخرَ قطرةِ نبيذِ!!
في أحداق الكلام؛
ليثملَ بها نِصْفُكَ الآخَرُ
المُلَثَّمُ بأقنعةِ الغدرِ!!
لن تكونَ فِي حُرُوفِي بعدَ اليومِ
لن أكتبَ لَكَ عَنْ قِصَصِ البحرِ
وعَنْ حورياتِ البحرِ
ونوارسِهِ التي كانتْ تؤنسُنا
وشطآنه اللازورديَّة
ولا عَنْ همسِكَ الذي خبَّأتُهُ بينَ أَنْفَاسِي
وبكاءِ القنادَيلِ
لن أتركَكَ تسكنُ
في وجعِ حُرُوفِي؛
فَهِي لي وَحْدَي أنا
أعطِّرُ بها مُسْتَقْبَلِي؛
لأخرجَ مِنْ بَقَايَا ثَوْرَتِي
وأستقِلَّ عَنْ عَالَمِكَ الخُرَافِي!!..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025