أقاتلهم عن جنوبي وحيدا
وأقتلُ فيه مضيعا شهيدا
وعزّ الفتى من نُهى أهله
فكيف وأهلي رأوني زهيدا
أفيض كما قد أفاضوا قرونا
وها ينكرون بحجي صعيدا
وها ينكرون مشاعر بيت
كما ينكرون بسعي قصيدا
ألا يا جنوب الرؤى والمرائي
نخيلا أتيت فرمت حصيدا
لغيريَ يمضي هواك رطيبا
وتطعمني الشوك دهرا مديدا
فعمري تناهى وعيناي ريّا
تسحّان، قلبي يضيء وقيدا
ترفّقْ بقلب هواك هواه
ترفّقْ فأهلك زادوا صدودا
أتوب إلى الله عن كل عشق
وها أنت عشق تجلّى حميدا
وأنت تجلي العقيدة فينا
فأخفيت وعدا ولحت وعيدا
أكان عليّ احتراف المنافي
وكان اقترافي رؤاك رصيدا
ألا يا جنوب تعبتُ ترفّقْ
نزفتُ عليك قريبا بعيدا
نزفتُ وهل يعلم الجرح أنّ
دماء الشرايين عافت وريدا.