كالأعوام التي رحلت قبله
شد رحاله.. رتب حقيبته بهدوء
دس فيها كل جميل
من الذكريات الراسخة في القلب
هنا وهناك عبر الأزمنة والأمكنة
لم يترك شيء..
هو يدرك أنها الرحلة الأخيرة
رحلة لا رجوع فيها
رحلة من محطة البداية
إلى محطة اللاعودة
ولا وصول إلى هدف
رحل دون كلمة وداع
ولا نظرة إلى الخلف
هو عام يحاكي أقرانه
بما عاش وعايش
بما كان وحلم
بلا قبلة على جبين الأمل
ودون مصافحة للألم
لم يعط فرصة للصفح
ولا لحظة للاعتذار
هو عام مليء رحل
حزن .. ألم.. فرح.. وأمل
عام فقدناه إلى الأبد
أوصلنا إلى حافة اللاوصول
أنبكيه أم نبكي أنفسنا؟
أنعد فيه ألامنا وأحزاننا؟
أم نرتب فيه الذكريات الجميلة؟
ونمسح الصور الحزينة؟
أم نغوص في أعماقنا؟
لنؤنس بها أنفسنا
نداوي بها جراحنا وأحزاننا
نزرع بها بذرة للأمل
بساحة الحب الواسعة
لتعطينا زهرة متفتحة
نسقيها من روحنا وحبنا
لتنثر رحيق أمل جديد
يمسح الألم من على جبين الخيبة
ويضع بلسم الروح على الجراح النازفة
جراح تناجي الشفاء وتطلب الطبيب
طبيبا جفى واختفى
هو عام رحل ....