صمت المرايا

حورية عمران

 



تشغلني المصابيح المتّسخة
الأزقة الضيقة
قوارب الموت تحمل نعشي
تدسّه في عين أمي
لتبكي وتبكي
بين أنين الأرض وأنين الذّات
يكبر الصّراع في جسمي
ألِد ما تبقى من حزن
أعبر به البحر خفية
حامل ما تبقى من هويتي المزيفة
ظلي ينتحل شخصيتي
يشرب القهوة نيابة عني
يغازل الشمش خفية مني
هكذا أنا...أدثر ليلي
أنتعل طرقا أجهلها
أحمل ما تبقى من وجه شمعة
تأبى أن تفقد عذريتها كليا
لا شأن لي بالمنجل
ولا ببالوعات الماء
كل ما يشغلني بطني
رجل حامل
تفوح منه رائحة الأمكنة
يده ملطخة بدماء السنابل
تسكنني القوارب الصغيرة
يسكنني غضب البحر
يسكنني التيه الممزوج برائحة صدر أمي
الخبز لم يعد شهيّا
وحبيبتي لم تعد وطنا
وظلّي لم يعد شكلا
أقاسم الرّيح ثرثرتها
أقاسم الكلاب نباحها
هل كان الشّهداء مثلي
يصلون مثلي
يعتنقون أمهاتهم مثلي
لو عاد الشّهداء هل ستعرفهم أمّي؟؟؟؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19843

العدد 19843

الخميس 07 أوث 2025
العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025