تشغلني المصابيح المتّسخة
الأزقة الضيقة
قوارب الموت تحمل نعشي
تدسّه في عين أمي
لتبكي وتبكي
بين أنين الأرض وأنين الذّات
يكبر الصّراع في جسمي
ألِد ما تبقى من حزن
أعبر به البحر خفية
حامل ما تبقى من هويتي المزيفة
ظلي ينتحل شخصيتي
يشرب القهوة نيابة عني
يغازل الشمش خفية مني
هكذا أنا...أدثر ليلي
أنتعل طرقا أجهلها
أحمل ما تبقى من وجه شمعة
تأبى أن تفقد عذريتها كليا
لا شأن لي بالمنجل
ولا ببالوعات الماء
كل ما يشغلني بطني
رجل حامل
تفوح منه رائحة الأمكنة
يده ملطخة بدماء السنابل
تسكنني القوارب الصغيرة
يسكنني غضب البحر
يسكنني التيه الممزوج برائحة صدر أمي
الخبز لم يعد شهيّا
وحبيبتي لم تعد وطنا
وظلّي لم يعد شكلا
أقاسم الرّيح ثرثرتها
أقاسم الكلاب نباحها
هل كان الشّهداء مثلي
يصلون مثلي
يعتنقون أمهاتهم مثلي
لو عاد الشّهداء هل ستعرفهم أمّي؟؟؟؟