رحيل على وجع الرّؤيا

مبروك بالنوي

غثاء يا غيابات اغترابي
فما عادتْ تناغيني ربابي
وما عاد الهوى وتراً موشّى
على أبعاده سفحتْ خوابي
أعيدكِ قصة رشحتْ بجرحي
طويتُ لها فصولا في ارتياب
عفتْ لم تبق إلا ذكريات
تحنّط من توابيت الصحاب
فتاهتْ كل أزمنتي سرابا
بأسئلة تضيع عن الجواب
أتيتُك متعبا من غور ذاتي
وفي سرداب عينيّ احترابي
صحاري التيه ترجعني كموسى
على خطويكِ مختلف الإياب
نزلتُ بوادك المشحون جمرا
خلعتُ بطوره نعلي مآبي
سفحتُ لديه ذاكرة تهاوتْ
أضاعتْ من فمي ويدي سحابي
فمي للرمل تصفعني حصاه
بأزمنة تمادتْ في عتابي
تساءل عن حداء قد تنامى
رمى لقوافل الملح انتسابي
يطرز في فم البلوى سوْالي
لماذا يرتدي القدس التهابي؟
فتخرسني تسابيح تعالتْ
وبسملة النخيل على شرابي
يوشي قصة من وحي جرح
تخوّف زرقة الموج المرابي
تخاتل سامريّ العجل ليلا
بمنعطف المتاهة في غيابي
أهرب - خلسة - للنخل همي
فيكبر جرحها حد انتحابي
وباب الصمت تطرحني عياء
مغالقه على وجع التراب
أخبّئ في الروْى برد المرايا
يؤجّج قدسنا كحل الضباب
وغزة حلم أزمنة توشّتْ
على جرحي كوابيس اليباب
على الأقصى حبستُ رؤايَ دهرا
فخطو الحلم قدّتْ من سراب
لحد الآن تسكنني رؤاه
فأعتقُ من طلاسمها إهاب
يحزّ سعال أمكنتي صداه
بألا ينتشي هوسُ اضطرابي
أجل لا تنبشنّ الجرح يكفي
سينهض بعض بعضك من ترابي

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024