عندما كُنت في العاشرة من عُمري كانت الإنسانية أيضًا في العاشرة من عُمرها.. فمنذ طفولتي لم أجرب العيش بلا أحلام.. كم هو مؤلم أن تنتظر شيئاً، وأن تحرم من شيء، وأن تغلق عينيك ليلاً وأنت تأمل في شيء، أن تتلقى وعداً بشيء...
فقط في سن العشرين أدركت الحقيقة القاسية وهي أن عليّ أن أحيا بلا أحلام..
أما عندما بلغت الأربعين فأدركت معنى الصداقة بتفاصيلها الدقيقة وبعد الخمسين أيقنت أن الجميع يسعى في هذه الدنيا من أجل الظفر بلحظات هادئة هانئة، لكنهم للأسف عبثا يحاولون فلذة التملك للعقار والمنقول لم تتركهم وحالهم فكلما جنحوا لتلك النفس البريئة شغلتهم الدنيا بقذارتها.
فعندما تريد أن تكون نقيا تحسن الظن بالبشر والإهتمام دون طلب والحب دون خداع والصداقة دون مصالح اعلموا أن القلوب التي تغار كثيرة..
أخيرا ما كان من نصيبكم لن يذهبَ لغيركم، وما كُتِبَ لكم سيحفظُهُ الذي كَتَبَهُ لكم فلا تقلقوا.. هذه سنة الحياة فوالله لن تنالوا منها إلا بقدر ما تركتم من أثر فطوبى لمن طاب ذكره بعده فسارعوا لترك جميل الأثر.