كان يوم الفراق من أشد أيامي ترويعا تلك اللحظة التي التقت فيها نظرات العيون . تعلق البصر وغرقت عيوني في دموعها .
تلك الدقائق الأخيرة من الوداع كانت كلمتك الأخيرة» اعتني بروحي « ومن ثم مضيت دون التفات اما انا فتوقفت بعد أن خطوت خطوتان ورحت ارقب طيفك يتلاشى من امامي شيئا فشيئا وحرائق قلبي تزداد اشتعالا ورحت اردد بصوت خفي ألن اراك بعد الان؟!
قلبت نظري ومددت قدمي امتط الحافلة .
كان هلعي يزداد وشوقي ايضا توقف الشعور توقفت نبصات القلب واضرمت الحرائق كان الطريق طويلا اشبه بالمشي على الهاوية تزداد طولا كلما اقتربت من الوصول وكأنها تشاركك اللذة في تعذيبي كان خوفي من فقدانك يخزني في اليوم ألف مرة ليوقظني من غيبوبتي لكنه ينجلي بكلمة او وعد كاذب منك وتأكدت هواجسي وحق قول خوفي ورميت ضمن قائمة المحظورات رمية كلاب وعدت أصارع وحدتي . تمر شهور الفقد بثقل عظيم، انقباض صدري تقطع عني هواء الحياة ونيران قلبي تأبى الانطفاء غضب كره مشاعر مختلطة تبعثرني وتعيدني إليك الى نقطة الصفر .
مر الوقت ثقيلا جدا فيأتيني اتصالك الأشد ثقلا ليعاود التنكيل بما تبقى من اشلائي
-كيف حالك!
اصمت وبغصة ارد كيف برأيك؟
تقاطعني لتقطع حبل الامل وبنبرة ذل اتصلت لاسال عن حالك فقط ثم اغلق الخط
-محاولة يائسة فثانية اشد يأسا من الجهاز يخبرني اني قد رميت في قائمة الحظر
لاباس بهذا فقد اعتدت القسوة ممن قدمت لهم حياتي قربانا وقوبلت بالذل والمهانة وهُنت وتُركت في أوج ضعفي عجبا فانا لا اتعثر سوى بالناكرين للجميل الخائنين للعشرة
دعيني أخبرك شيئا « ان وجدتِ شخصا يشبهني أعدك باني ساغفر لك الأذى الذي لحقته بي » .