دعني قليلا أيها العمر أرتب حقائبي التي سارحل بها من وجعي دعني ارتب عطوري الباريسيه التي تنعشني لم يعد لي مزاج لتعطر بها لان الالام تربصت بقلبي وتركته حزين لم يتمكن من الخروج من هذا الحزن .
أمهلني قليلا ايها العمر لارتب ملابسي الزاهيه، لاستعد الى فرح قادم، الى ربيع مؤحل، للحياه طعم طعم الحياه ولا للفرح طعم الفرح، حتى الشوارع التي عرفتها وكنت استانس بها اصبحت بارده او مكتظه بالمارة، ضجيج في كل مكان، كان الانسانيه لم تعد موجودة على هذه الارض، اين هي ضحكات الاطفال التي كنا نسمعها في الشوارع وهم يلعبون الغميضه،اين هي تلك الاماسي التي كنا نصنع فيها الكعك والحلويات، والنسوة يتجاذبن أطراف الحديث، بين بعضهن البعض، كل واحدة تدعو جارتها لتناول قهوة المساء، مع صينية القهوة والحلويات التقليديه والضحكات العاليه التي كانت تزهر بها الحواري، وكل واحدة تتباها بما حاكته، من قمصان بالصوف، اين هي تلك الامسيات التي كنا نذهب فيها لنتنزه في قلب العاصمة وحدائقها الجميلة، او تعانق اعيوننا البحر، ونتسوق في المحلات، ونشتري اشياء جميله نفرح بها مع عودتنا الى البيت...
كم كانت الحياة جميلة، كنا نتلهف بعودتنا الى البيت من الجامعة او العمل، وننتظر مكالمة هاتفية من حبيب او صديق، ونمر على، البواب ونحن نسأله بهلفة عمي موسى هل لدينا رسالة أو مجلات، كان عمي موسى بالنسبة فال خير عندما يحمل لنا الرسائل،
دعني قليلا ايها العمر أعيد كتابة أجمل الذكريات .