أمام فنجان قهوتي أجلس..
أتأمل السطح الأسود الأملس بلمعته المغرية..
تدعوني للغرق فيه،
كمرآة تنعكس عليها كل انكسارات حياتي بنرجسية مريضه..
ترتسم على صفحته كل الوجوه التي مرت والتي غابت،
التي أحب وتلك التي أكره، والوجوه الباقية في حياتي بكل جمالها..
ابحث عن ابتسامتي الهاربة..
فتطالعني نظرة اليأس بوقاحة على السطح الأملس..
فقاعة صغيره تطفو عليه لكنها لا تعكر صفاء سواده..
أزيحها بملعقتي الى طرف الفنجان..
لأكمل الرقص على الطرف الآخر..
آخر رقصات اليأس..
آخر رقصات الانتظار الممل والترقب والخوف..
آخر رقصات المذابح والقرابين..
آخر الدماء المراقة على ارض شياطين الغضب والقهر والحزن..
تتربصني شياطيني في انتظار سقوطي في قاع فنجاني.
لكني أكمل رقصتي المجنونة..
كغجرية على مذبح البراءة..
كعروس على آخر أبواب العذرية..
أكمل رقصة انتحاري وسقوطي..
وفي لحظة النهاية المرتقبة،
أرفع فنجاني وارتشف قهوتي بهدوء لآخر قطره..
فيشرق قاعة الأبيض رغم بقايا القطرات السوداء..
تتجمع لترسم ابتسامة نصري.
لأعود وأرقص على حافته..
أولى رقصات الفرح.