ولأنني لا أحب القطط وأعاني من الحساسية، فقد منع الطبيب مني الاقتراب منها، ولأنهم يحبونني دائما يأتوني من حيث لا أدري، ولاني أعيش في مكان منعزل كأنني اقطن إحدى الجزر المهجورة، لم يكن لأبنائي أصدقاء يلعبون معهم، اضطررت الى القبول بعيش قط في المنزل، القط اتضح انه قطة، التي حرمتني أياما من النوم، وهي تموء، فلم تجد رفيقا لها، كان لي طائر الحمام الذي اعتنيت به، عندما جاء جريحا، وعندما تعافى، وأصبح يطير، دائما كان يأتي إلى نافذتي حيث أضع له بعض فتاة الخبز، أتحدث اليه، كصديق عزيز، كنت عائدة من عملي حين أنتبهت إلى ريش الحمام المنثور أمامي،قلت في غضب ووجع: اللعينة.. القطة أكلته، لكنها لم تستطع التهامه حين كان يسكن نافذتي كيف استطاعت اليوم، فلمحت قطا مثل الثور، امامي نهرته بحصى وحملت ريش الحمام احتضنته وبكيت لموته، توقف مواء القطة ساعتها، وظل حقدي عليها ينمو، كلما لمحت بطنها المنتفخة، لأتفاجأ بولادة اربع قطط اخرى، قلت يا ليندة حرام تتركيهم يموتوا، تركتهم يكبرون وقد كبر قلقي من تصرفاتهم، مواءهم شجارهم قفزاتهم في كل ركن من أركان البيت، وعانيت معهم، لقد كانت شرارات الغضب تخرج من فروة رأسي وأنا اراهم، يصعدون فوق طاولة الطعام وفوق المطبخ، كنت أتساءل كيف يفعل الاروبيون هذا ويربون القطط والكلاب، كنت اتخيل الأمر مع الكلاب، فاتقيأ، لماذا لا يتركون الطبيعة وشأنها.. وأنا أحاول طردهم قال لي ابني بصوت حزين: حرام.
قلت بحزم: لماذا خلق لهم الله الشعروالأسنان الحاذة والمخالب أمن أجل أن أربيهم، قرّرت طردهم عندما شممت رائحة برازهم جن جنوني ساعتها وتسلحت برداء الشر، فخرج الدخان من منا خيري، وصراخ يرعب من حولي أخرجووووا،
شعرت بعدها بالراحة حين نظفت البيت وأغلقت كل المنافذ، وفكانت اياما سوداء، ظلوا يموؤون ليلا نهارا يخرجون من النافذة، ثم من البلكونة، من الباب، كنت اتصور بيتي مثل بيوت في افلام الرعب هوليود، وأنا اتدرب على طردهم وأحاول أن أنزع رداء الرأفة الذي ورطني بهم.