النهايــــــــــة

قصير الرميساء

هل هو الإهمال والوحدة، أم سيطرة الندم بعد ارتكاب الخطيئة؟
أم أن كل شيء يسير في غيره اتجاهه المُسطر له حين يجهل الإنسان كينونة وجوده.
تَجلى أمامه أن النفق كان مُضاءً ولكن انطفاء روحه وعتمتها طغى عليه طوال الطريق. هو ليس شروداً بِقدر ما يبدو أن مقصده يهرب من بين يديه كلما اقترب منه.
كمُغترب عن الوطن، مجردٌ من الشعور ومتلبد الأحاسيس، غريب ثائر لا تعرف السكينة مستقرا في قلبه، كمن يملك مفتاح الهدوء ولكن لا يقو على فتح بابه
بدا أمامه انتظار ساعة الفرج دهراً، ليل حالك السواد لن يتبعه بزوغ للفجر قط.
ألم الغضب على جوارحه، وسيطرت قساوة الغرابة على كل ما فيه، سارت تلك الطاقة السلبية في عروق جسده.. تراه يتخبط في صحوته ولا يهدأ له البال وهو مستلق يسأل الراحة قليلا؛ قبل أن ينام يدعو عليها، يدعو أن تخف غيوم الفلسفة الداخلية أن تمطر كي لا يحترق رأسه من كثرة التفكير وهو نائم.
كيف يكون موجودا وهو غير مرئي؟ كيف يكون بهذا الثبات وهو ضائع لا محالة، تبعثرت أشلاء روحه في كل الاتجاهات..
في آخر المطاف ومع هبوب آخر النسمات التي تسبق مطلع الصبح، عرف شيئا في وسط بحر اللامعرفة والجهل الذي أغرقه، عرف أنه لن يعود إليهم، الوداع..
عرف أن الحياة فازت مرةً أُخرى.
[كُتبت هذه الكلمات قبل أن يسلم روحه بارئها، قبل أن يموت في غرفة القبو بعيدا عن ضوضاء المدينة وضجيج حديث أصدقائه بمقهى الحي.. قبل أن يموت أحدهم وحيداً ولا يتفطن لغيابه إلا بعد مرور أسبوع]

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024