الأول من شهر أفريل على الساعة التاسعة صباحا اتجهت نحو موقف الحافلات بغية ذهابي إلى المدينة، ما إن ركبت إحداهن حتى لمحني صديق لي، اتجه نحو نافذة الحافلة على جنبي الأيمن وقال:
- انزل لحظة.
نزلت مستغربا ماذا يحدث؟ وقلت:
- خير؟
- »نمدلك آمانة تديها معاك لواحد!» -
- على الرحب والسعة.
كان يحمل كيسا بلاستيكيا أسود كبير قليلا يأتي بحوالي العشرين سنتيمتر تقريبا.
- هذي راها 30 مليون أديها لفلان.
وضعتها في جيب سترتي بعد تعبٍ شديد. لم يمض على هذا إلا دقيقة وعاد يحمل في يده علبة صغيرة قليلا.. قال لي:
- أعطها لنفس الشخص.
- ما هذه؟
- لا منديهاش.
غادرت الحافلة مكانها، مع مرور خمس دقائق حينها راودني تفكير وعدة تساؤلات.. ماذا لو وجدنا نقطة تفتيشٍ لقوات الشرطة؟ ماذا لو قامت الشرطة بتفتيشي! مشكلة! إن كانت النقود مزورة، كانت المسافة بين نقطة الانطلاق ونقطة الوصول حوالي الساعة! أحس أن الوقت لا يمر! أعد الدقائٍق والثواني لحظة بلحظة! الوقت يمر ببطئ تام، أحسست أني قد سافرت إلى بعيد... مع المنعطف الثاني والعشرين نطل على نقطة تفتيشٍ خاصة بالشرطة، كان صاحب الحافلة في وضع التجاوز وذلك ما تطلب منه مزيدا من السرعة أشار الشرطي بيده وقال:
- «سيري على اليمين».
أحسست حينها بارتياحٍ تام لأن الشرطي سيستجوب صاحب الحافلة وينزع منه الوثائق ولن يفتش الركاب حينها..، حملت هاتفي بغية تصفح الأنترنت قليلا حتى أسمع دقا على نافذة الحافلة، استدرت لأجد شرطيا.. كأنه أصابني العمى تلك اللحظة، دقات القلب في تزايد مع اصفرار الوجه أحسست لوهلة أني تجمدت.. لأسمع الشرطي مرة أخرى يقول:
- محمد محمد.
نظرت حينها بتمعن لأجده إقبال عمر الفاروق وقلت:
- هذا أنت! الله غالب تهت.
سألني عن حالي وعن حال شخصٍ عزيزٍ عليه وأخبرني أنه تم تحويله إلى هنا.. غادرت الحافلة نقطة التفتيش، لم أشعر بارتياحٍ مثل ارتياحي تلك اللحظة! ما إن وصلت للمكان المقصود، توجهت مباشرة إلى صاحب النقود لتسليمه المبلغ.. ركبت السيارة وألقيت التحية أخرجت المبلغ من السترة وغادرتُ المكان.. الساعة تشير إلى الحادية عشرة والحافلة لم تصل بعد كان ذلك مجرد تخيلٍ لما قد يحدث ربما.. نزلت من الحافلة في تمام الساعة الحادية عشرة وخمسة عشرة دقيقة، ركبت سيارة أجرة لتقلني إلى الشارع المتواجد به الشخص ما إن وصلت دخلت إلى محله وقلت:
- هاي أمانتك تبقى على خير.