فوق أعالي الجبال التي تغطّيها الأشجار بكثافة كانت تكسوها بزينتها وبمناظرها الجميلة. وبالقرب منها كانت قرية صغيرة تقع وسط تلك الجبال والأشجار، لقد رسمت القرية وكتبت أحلى عنوان لحكاية جميلة تروى قصتها عن الأشجار..- لكن الآن احترقت تلك الأشجار واحترق معها أمل السنوات الجميلة...
تقدّم رجل الإطفاء مندفعا بسرعة يبحث في كل مكان لعلّه يجد بعض الضحايا داخل المنزل، ولكن الجميع غادر إلى المنطقة المجاورة. كان رجل الإطفاء قد تقدّم مع رفاقه مسافة طويلة كي يخمدوا ألسنة النيران الملتهبة، اقتربوا من منزل مشتعل وكان قد احترق عن آخره. كان هنالك أثر لعائلة احترقت وسط النيران، كانوا متماسكين ببعضهم البعض وسط المنزل لم يستطيعوا المغادرة خارجه ألسنة النيران حاصرتهم داخله من كل جهة، لم يجدوا الفرصة لذلك ولم يبق منه شيء سوى آثار الرماد والسواد وثوب محترق، كان يدل على بساطة هذه العائلة.
هنالك عدد من السكان يطفئون النيران المشتعلة والأشجار التي تحيط بهم والهلع في كل مكان، وأصوات صراخهم يطلبون المساعدة كي يتدخلوا ويسرعوا لإطفاء الحريق. لكن ألسنة اللهب كانت أشد قسوة وقوة.
الرياح زادت من توسع ألسنة النيران وفي عدة أماكن متفرقة حتى أرهقت الجميع من توسعها وسرعة اشتعالها، لكنهم صامدون حتى النهاية كي ينتهي هذا الحريق ويخمدوه في أقل وقت ممكن..
هيا تقدّموا..هنالك المزيد من الحرائق، وبعد أن تقدموا مسافة كبيرة إلى الأمام كان لهب النيران في كل جهة وكل شيء يحترق أمامهم..وقف صامدا ينظر في كل جهة وإلى أرضية المنزل وجدرانه وحديقته المشتعلة التي حجبت الطريق وصار الدخول إليه مستحيلا. لكن دخل مسرعا بين ألسنة النيران، وأخرج من كان داخل المنزل والنار لا تزال مشتعلة فوق قدميه ليسقط على الأرض وأنفاسه تكاد تتوقف وآثار سواد الرماد على جسده.
رجال الإطفاء لا يزالون بين الأشجار، يقومون بإخماد النيران وهم وسط ألسنة اللهب المشتعل يبحثون في كل مكان لعلهم يجدون أشخاصا لا يزالون قرب لهيب النيران.
في سبيل إنقاذ الناس والأشجار والحيوانات، تقدم عدد من أفراد سكان القرية ومن المناطق المجاورة ليساعدوا رجال الإطفاء حتى يخمدوا النيران المشتعلة يضحّون بحياتهم في سبيل أن يحيا الجميع.