انعَى زمانا يسودُ الجهلُ والسخْفِ
فيهِ علومٌ علـــى سَفْح الشفا تقفُ
انعى نفوسا غـــدتْ مـوبوءةً سلفا
بل زُمرةً ذاتها مـــــرضى وتَعْتكفُ ،
وكــــم اناسٍ بحبلِ الغشَّ غــارمةٍ!
بالغدْرِ و المَكرِ بالأقبــــاح تلْتحـــفُ
فــداحةٌ تنْخرُ الاجـــــسـادَ مُحبِطةٌ
وتقذفُ السمَّ في الأوصالِ ترتجفُ
أنعى زمانا بــــــهِ هــــــانت مودَّتُهُ
مسْتفْحلُ الغلِّ فـــي نَجواهُ مُختلِفُ
ارثي زمانــــا لِقولِ الحــــــقَّ مُفتقِرٌ
وباطلُ القـــــولِ معسولٌ و معْترَفُ
هذيِ الحياةٌ لقــــــد أودت بنا غرقا
كلُّ الجمالِ الزهيِّ صـــــــارَ يَنصرِفُ
عشْنا بأحقابِ ذقْــــــنــــا ويلها كِبرا ،
حــــــربٌ وقتلٌ على خيراتنِا خلفُ
والموتُ يبْتزَّ للمسْكينِ حــــــالَتَـــــهُ
والحاكمُ الظالمُ المعتوهُ مُنحـــــرِفُ
شبابُنا فيهِ لا حُـــــلمٌ لــــــهم بـلغـوا
بينَ الثرَى غُيَّبَ الإحقاقُ و الشــــرفُ
زهْراءُ فــــــي قلْبها طفْلٌ و من ورقٍ
تقضي صِباهــــا عروسا خانَها الشغَفُ
الشمسُ تَشرقُ إيــــــذانــــــا لِخالِقِها
والليلُ قد ينْجلي في روحهِ السدّفُ