إلى روح المجاهدة القديرة خالتي «شيبوط جميلة»،
. وإلى والدتي المجاهدة وأرملة الشهداء «شيبوط اليامنة»- أطال اللهُ عُمْرَها.
على بُعْدِ مسافاتٍ قليلةٍ مِنْ مسقطِ القلبِ
يأخذُنا الحنينَ إلى جبالِ «سيدي ميمون»
معقلِ الثوارِ
جبالٌ شهدتْ على ميلادِ ثورة نوفمبر
كانتْ «جميلة»
إحدى جميلات الجزائر
تُعِدُّ الوليمة لرجالٍ عاهدُوا الله والوطن
أنْ يتخذُوا مِن الجبالِ قُوَّةً،
ومِن الفجر رايةً تعبِّدُ لهم الدروبَ
نضالًا وكفاحًا مِنْ أجلِ نوفمبر
فجَّر فيهم رُوحَ الثورةِ،
كانتْ «جميلة» تروي غرسةَ الفجرِ
التي تنبتُ في ليلِ النضالِ،
وتنثرُها على القبيلةِ؛
لتفجِّرَ ثورةً وُلِدَتْ مِنْ رَحَمِ المعاناةِ
«جميلة» أخذتْ مِنْ خيوطِ الفجرِ شعاعًا
تُباركُ به اللهَ أنْ ينصرَ الجزائر
وتنسجَ مِنْ ضوءِ الصبحِ صبرًا جميلًا
رغم قساوة الطبيعةِ والحرمانِ،
إلَّا أنَّها تصدَّتِ للعدوان،
حَرقَ الاستعمارُ بيتَها
ثلاثَ مراتٍ؟!
إلَّا أنَّها في كُلِّ خيبةٍ
تحملُ على كتفيها زوجَها المريضَ،
وأطفالَها الصغارَ
وتحملُ همومَ الوطنِ
وترحلُ، وترحلُ
وتلوحُ في قلب الطبيعة
وتعيدُ بناءَ بيتٍ آخرٍ
للنضال، والفضيلة
للرجال ، والقبيلة
للكفاحِ، للبقاء ، للوطنِ
الصامدِ فوقَ الرؤوسِ
لأعظم ثورةً أذهلتِ العَالَمَ والنفوسَ
وحطَّمَتْ حُلْمَ الغزاةِ.