بالرغم ممن ألبسك الثوب الأسود في أول يوم من الشهر الحرام، وممن تسبب في اجتثاث بسمتك الصافية على حين غفلة والناس في أمن وأمان، سنبقى نحن أبناؤك يا أمنا « الجزائر »، يدا واحدة وقلبا واحدا وروحا واحدة وضميرا لن ترهقه نوائب الدهر مهما تكالبت عليها، فالجزائر التي كسرت قيود الاستعمار بقبضة من حديد، ودفعت ثمن حريتها مليون ونصف مليون شهيد وشهيد وشهيد مما تم عدهم في سجلات الاحصاء، مازالت تنجب رجالا أصغرهم أسد وأكبرهم يهز البلد ..وستظل ولادة للمرابطين ولحماة الوطن وللمواطنين الشرفاء الأحرار ..ستظل قمة شامخة فوق الجبال رغم أنوف من أساءه رقيها وتقدمها وازدهارها ونهوضها الباسل من رحم الأحزان، واستئناف مسيرتها بعد كل نكبة وامتحان، وستبقى شوكة في حلق شرذمة من منافقين وأعداء وذوي نفوس عليلة لن يتم تطبيب ذلك الحسد المتأتي من أنفسها ..وأن كل محاولاتها الفاشلة الماضية والآتية إن وجدت ومهما كبرت واشتد سعيرها لا ولم ولن تنال شرف البطولة مهما كلفها ذلك وحتى وإن ماتت وهي تحاول، فلن يكون لها مارغبت، ولن تحصد إلا شوكا وخسارة ووبال، وستظل تلاحقها لعنة الأبرياء أينما اتجهت وحيثما كانت. وستظل تخنقها أنات قلوب الأمهات اللواتي اكتوت بجمر استشهاد أبنائها وبناتها وبالرغم من ذلك حبست دموعها الحارقة بأعماقها لكي تبعث في شعبها الصبر والرضى بقضاء الله ..لكي تعلمنا أن الوطن يستحق التضحيات بالنفس والنفيس ولسان حالها في هذا المقام وقف مجلجلا وبأعلى الصوت يقول: قد أثبت هؤلاء الشهداء الأبرار وأبناء الجزائر الأبطال أن الجزائري أخ الجزائري وأنه حامي حماه، يدافع بنفسه وماله من أجل أن يحيا أخاه في أمن وأمان، وأن تحيا الجزائر حرة وسالمة تحضن كل أبنائها.
ويعاهدك أبناؤك بأنهم لن يحرقوا قلبك يا أمنا لابفرقة ولابفتنة، فالفتنة نارها شرا مستطيرا لاتنطفئ وأن وحدة الشعب الجزائري هي دواء كل داء وشفاء لكل الجروح والمآسي وأقوى سلاح في وجه كل من أراد بوطننا سوءا.