رائحة الدّماء تغطّي المكان، دماء انتشرت على الأرضية وجدران الغرفة، منظر مثير للاشمئزاز، “ماري” جثة هامدة، طعنت في قلبها بخنجر فضي، ممّا أدى إلى وفاتها في منزل مهجور، مقاطعة “غوثام” التّي عرف عنها كثرة القتلة لأسباب غامضة ومجهولة.
جريمة القتل تحت التّحقيق، لكن دون جدوى، القاتل لم يترك دليلا واحدا، فأغلقت القضية على أساس أنها إنتحار.
«ماركو” محقق مشهور، ذاع صيته في كافّة أنحاء البلد، استفسر عن هذه الجريمة التي شدّته للتّحقيق فيها.
ظلمة قاتلة، صمت مرعب، كانت تلك الأجواء التّي أحس بها “ماركو” خلال معاينته لمسرح الجريمة.
فجأة لمح من بعيد كوخا صغيرا مهترئا، ما جعل الفضول يتسلل داخله حول ماهيته، ليغامر باستكشافه فإذ به يجد رسالة كتبت بالدم، تنّص على مايلي:
«اهربوا، انجوا بحياتكم طالما الفرصة سانحة، أنا انتحرت لأنه حليّ الوحيد، لذلك تراجعوا قبل أن يحدث لكم نفس المصير. ولا تأتوا ليلة اكتمال القمر أبدا”
«رسالة ماري”
•يا ترى ما سبب انتحارها؟
•ولماذا ذلك هو حلها الوحيد؟
ما القصة وراء الرسالة والتّحذيرات الموجودة فيها؟ فضلا على ذلك، ما اللّغز وراء تواجد الرّسالة في الكوخ، رغم أنّ الجريمة حدثت في البيت المهجور؟
هل الرّسالة مجرد تمويه من القاتل؟
عدّة احتمالات واردة، القصة معقدة والحقيقة مخفية وراء باب، ولكني واثقة من فتحه بمفتاح العدالة، لذلك تطلّعوا قدما للآتي.
الصدمة بادية على وجه “ماركو”، تلك الرسالة حطمت شعلة الأمل التّي تقودنا إلى الحل. وأكثر ما أرعب ماركو هو ظهر الرسالة حيث كُتب:
«ماركو لقد حذّرتك، سيحدث لك نفس المصير، ستنتحر لأنه حلك الوحيد، يوم الأول من أفريل في منتصف اللّيل، في منزلك إثر طعنة بخنجر فضي” يصادف هذا التّاريخ يوم الغد 01/04/2031، ليذهب مهرولا تحت تأثير تعاقب الأحداث إلى قسم حفظ الجثث فيجد أن جثة ماري قد اختفت.
لكنّ المفاجأة الحقيقيّة تكمن في وجود رسالة أخرى مشفرّة، حُفرت على جدار الغرفة (غُرفة حفظ الجٌثث)، والتّي تنصّ على ما يلي:
«دينق، دونق السّاعة تدّق، العدّ التّنازلي قد بدأ. لا تنسى سوف تنتحر لأنّه حلكّ الوحيد وسأكون شاهدة على ذلك”
«من ماري”
«ماركو” في فوضى عارمة، عقله في حيرة، تتالت الأحداث بشكل سريع، القضية أصبحت أكثر تعقيدا، الحقيقة باتت بعيدة كإبرة في كومة قش، لكن الاستسلام ليس خيارا.
ما لبث ليتحرك من مكانه، وعلى غير وعي منه أخذته قدماه إلى نقطة البداية، حيث مسرح الجريمة “البيت المهجور”، فيدخله متلقيا وابلا من الحقائق الصّادمة، ذكريات مسترجعة في ذهنه لكنها بعيدة.
زجاج منكسر، ضحكات سمعها “ماركو” من بعيد، جثث جديدة توفيت بنفس طريقة “ماري” مع خناجر فضية، يتفقد ساعته التّي تشير إلى السابعة ليلا، ليبصر إكتمال القمر فيسقط بعدها مغميا عليه.
يا ترى ما سببُ إغمائه؟
هل لاكتمال القمر علاقة بالأمر؟
وجد نفسه فجأة في منزله لتراوده بعدها الشّكوك، والتّساؤلات والاستفسارات من هول الأحداث السّالفة.
فوضى، صمت رهيب، ظلام مخيف، تهديدات بالانتحار مع صور “لماري” و«ماركو” قد اخترقتها خناجر فضية، حالة يرثى لها، كانت وضعية منزله حرفيا.
الساعة الآن 11:59 ليلا، “ماركو” في فندق مُجاور لمنزله؛ من أجل مُراقبة الأحداث القادمة، آخذا احتياطاته من حراسة وشرطة، فإذْ به يركض مسرعا نحو المطبخ، ليحمل خنجرا فضيا بكلتا يديه، ويوجّهه نحو قلبه عازما على الإنتحار، صارخا: “لا حل آخر”، “لا حل آخر”.
انتحر “ماركو”، في غضون ذلك رجع بالزمن إلى سنتين سالفتين. ذكريات مشؤومة مليئة بالأسى والألم، لكنّ الغريب أنّ ماري موجودة في مخيلتّه وضمن ذكرياته.
يوم 01/ 04/ 2029 تاريخ يئنّ له القلب وتدمع له العين، قلب “ماركو” يتشنج ويداه ترتعشان، ذكريات لا تمحى، حاضر مستمرّ، بكاء يخترق الأذن، قلب ضائع في بحر الحزن، عاصفة من ضربات وصرخات تمزقّه بقسوة. هذا ما لمحه “ماركو” في ظلّ عينا “ماري” التّي تتطاير منهما شرارة الانتقام.
في ذلك الوقت، اجتاحت “غوثام” منظمة مافيا، حيث حكمتها من اليوم الذي قتل فيه والد “ماري” من طرفهم لمحاولته القبض عليها، فقد كان والدها يعمل ضابط شرطة.
تورّطت مع عصابة المافيا عازمة على مواصلة مابدأت به شرطة “غوثام”، آخذة حذرها في كلّ خطوة من خطواتها. غير أنّهم اكتشفوا مخطّطاتها لذلك أمروا بقتلها عنوة بواسطة قاتل مأجور.
كان للمنّظمة هدف رئيسي متمثل في القضاء على “ماركو”، كونه يشكل عائقا أمامهم في المستقبل. أتمّ القاتل مهمة قتل “ماري”، ليتلقى أوامر جديدة مقتضية بالتخلص من “ماركو”، حيث دبر عدة مكائد ليوقعه في شباكه.
دقت السّاعة الثامنة صباحا، فإذ “بماركو” يستيقظ على صوت “ماري”:
« أخي”، “أخي” استيقظ سوف تتأخر عن العمل، ليدرك بعدها أنّه كان كابوسا...