أتذكر يا أمي لمّا سقط الثلج (في شتاء 1995.)
كنتُ تلبسين لي جوربين في يدي.
لصناعة رجل الثّلج.
يعذبني الحنين يا أمي.
لأيام قراءة مجلة العربي.
بينما أصدقائي يتبولون في حقل الجار.
كُنت تطلبين مني الصلاة والقراءة.
كان أمر الحصول على عرجون تمرٍ
أو قطعة كعك شيء ممتع وأنفي يسيل.
أتذكر أنني بكيت حين فازت جارتي في حصة التّعبير.
لن أخيفك سراً يا أمي..
هي أول من شتمت وبصقت على كَتف الشارع.
ها أنا ذا أنزفٌ حبراً وأُسمى كاتباً.
تُسرق النصوص مني كما يسرق هذا الوطن في وضح النّهار.
أعيشُ في حلبة صراع الثيران بين الأقلام.
والحكم يقذفُ اللّون الأحمر فيسقط وتنزف الدماء.
الكل يتناطح، الكل يركض قائلا سرقت عنواني.
أنا أبحثُ أن أكون صغيراً،
أشعل رسوم سنان
ألعب العجينة.
أقوم بختانِ الكلاب ونصب الفخاخ.
ألقي شعراً في مدرستي وأهزم جارتي.
أمي قد سئمت حقاً فقط.
أريد أن أكون صبياً يتنمر على هذه الحياة بصفعة.