وكأنَّها لم تكترثْ
لصدى الحياةِ الموغلهْ
وكأنها كوجوهِ ذاكرةٍ من العصيانِ
لم تحمل سلاما للتّرابِ ولم تنم في
ملمَحِ العشبِ الشهيِّ كقبرَهْ
تلكَ الحقيقةُ سافلَهْ
الأرضُ ترقصُ في تعاريقِ الدخانِ اللولبيِّ
على رخامكَ عاريةْ
عبثا تحاول أن تجاري رقصها الأزليّ
في ركحٍ نَزِقْ!
عبثا تحاول سحْبَ أنفاسِ الورقْ..
هذا البياض المشتهى وأنامل قدَّت
على لغةٍ أناشيد العرقْ
أرقٌ.. أرقْ..
عبثا تحاول خلف أعقابِ المجازِ المحترقْ
عبثا تُفَلِّتُ خطوة للرِّيح...
بردٌ ما..، قلقْ..
تتعانقُ اللَّحظاتُ في شجرِ القصائدِ
مثلَ ريحٍ عابرَهْ.
تبًّا..، فلست مباليهْ
لي جبةُ الشمسِ القديمة منذ جئت
ولي سنين ضيائها..
لكنّني كم كنت مثلكَ معتمَهْ
حسنٌ، سأهدأ كي أقول لقاتلي:
الجوّ عاديّ لأكتبَ ما أحسّ
سأقتني بعض الأساورِ والعطورِ
وربّما قد أقتني ورد الشّفقْ
(لا شيء ينقصني سوايْ)
لي في الحقيبة دهشة الأسرارِ..،
آخر غيمة ترفو الظِّلالَ على قميصِ الماءِ
تحضن في انحدارات السّرابِ هوادج الصّحراءِ
وجهي..، شهقة الحنّاءِ..
أنفاس الحبقْ..
ستقولُ لي:
من ترتدي جُمَلَ الحياة أساورا
والآخر المنسيّ أنتِ...
وكلّ أنثى منذ وأدكِ آثمَهْ
لا، لستُ أهذي
هذه الفوضى انتصارٌ للغرقْ
سأقول في صمتي الحضاريّ:
(الحياةُ تهادنُ الحمقى فقطْ)
ستقولُ لي:
لن نتّفقْ !
سأقولُ: هذي الأرض كلّ المتعبينَ
من البدايةِ للنّهايةِ
خطونا المصلوب في هذا النَّفقْ
فيقولُ دوريٌّ لسَرْوٍ لم يصرْ مطرًا
بأشجارِ الغمامِ ولم يصرْ قمرًا
بأشجار الألق..
لا تنتظرْ طقسا جنونيّا لحلمٍ غائب
لتكونَ لي كالضوءِ مكتظًّا
بأنفاسِ الجداولِ والعبقْ
لا تنتظر من يخذلونكَ دائما
لتكون لي في سُرّةِ النّجماتِ
وشما دافئا
أدعوه في سرِّي..
وَطَنْ..
صمت حضاريّ
سميرة بن عيسى
شوهد:532 مرة