موجعة اللحظات عندما يتردد فيها القلم صياغة خبر وفاة فقيد الإعلام الجزائري الراحل سليمان بخليلي صاحب الشخصية الراقية الملتزمة، الذي طالما رافقنا أعماله بكل شغف وترقب، تخطت حدود التميز، استطاعت بمحتواها وبساطتها وموضوعيتها ودقتها وحيادها، أن تستقطب العائلات، واضعا بصمته في كل حدث ومعلومة موثوقة.
رحل صاحب هدية الخاتم الذي حظي به عديد المشاركين من كل الولايات، في برنامج لمع صداه في أغلب القنوات العربية، على غرار القنوات الوطنية.
رحل من أحبه الجميع وتأثر بفكره وحسه الإعلامي وأسلوبه الصادق ومقالاته النابعة من حب الوطن والإنسانية.. رحل من آمن بمجهودات الشباب ورافق خطاهم وفتح لهم باب المنافسة والتكوين في غمار مسؤولية الكلمة الحقة والإعلام الهادف.
رحل مبتكر برنامج فرسان القرآن، الذي على مائدته جمع خيرة أبناء الوطن، تاركا أثرا طيبا تمثل في كل من برنامج ساعة من ذهب، الاتجاه الصحيح، عد النجوم، وزدني علما، التي وظفها في خدمة الثقافة والعلوم ونشر الوعي وجمال الكلمة والبيان.
آخر مشاريعه إنشاء قناة البديل، التي أطلقها العام المنصرم في ظل الجائحة التي تحداها بعزيمة الأبطال، وتحمل مضاعفاتها وبقي صامدا محتسبا أجر آلامه لله عز وجل، وكان آخر ما كتبه على صفحته الرسمية على الفايسبوك: «في هذه الليلة المباركة وأنا بالمستشفى أتابع علاجا قاسيا جدا لا يعلمه إلا الله. أسألكم أيها الأحبة أن لا تبخلوا عليّ بدعاء المولى جل وعلا بتعجيل الشفاء. في عشائكم وفجركم، وجمعتكم، في منابركم ومواقعكم. وتابع: «وسيظل وقوفكم معي، بإذن الله تعالى، مسجلا في حياتي بأحرف العرفان بالجميل. بارك الله فيكم».
شهادتنا مجروحة في حقه كمواطن هب لتمثيل صوت الشعب، وكصحفي نال سمعة طيبة، وكأب فاضل قدير. ولعمري أنه عاش وسيبقى في قلوبنا كزميل برتبة أخ، وسيظل صدى ما خلفه في حقل الإبداع قمة فوق الجبال لامعة في سماءات الإعلام.