يا رجلاً..
لماذا ظلك يتبع ظلي؟
وعيناك تشاكسان أهداب عينيّ
في كل خطوة أجدك أمامي
آلا ترى أن الدنيا واسعةٌ؟
ولك متسعٌ من الفرح
فارحل من فكري.. وجنوني
من غضبي وانصهاري
هذه آخر رسائلي
وعتابي الأخير
أصبحت أخجل من الماضي
ومن اعترافاتي لك بحبي
لم يعد للقلب متسعٌ للحب
ولا للتسامح..
ستمطر آخر قطرة غيث
لتستنجد بروحك الهائمة
في بحر من غصّة الندم
وتمضي..
يا رجلاً..
كنت رجلاً شرقيا
يصنع الحب من شرانق شراييني
ويوزعه على صبايا القرية
وتترك لي آخر قطرة نبيذ
في أحداق الكلام
ليثمل بها نصفك الآخر
الملثم بأقنعة الغدر
لن تكون في حروفي بعد اليوم
لن أكتب لك عن البحر
ونوارسه التي كانت تؤنسنا
وشطآنه أللآزوردية
ولا عن همسك الذي خبأته بين أنفاسي
وبكاء القناديل
لن أتركك تسكن
في وجع حروفي
فهي لي وحدي أنا
أعطر بها مستقبلي
لأخرج من بقايا وثنيتي
وأستقل عن عالمك الخرافي..