لا تصدّق الأنباء يا (حنظلة).
هي القدس هبة الله الخالدة
ومنتهى الإسراء
ومبتدأ المعراج وقبلة الله الأولى
إلى سدرة المنتهى.
لا تصدق الأخبار يا (حنظلة .
من قال أنّ القدس قد سقطت فقد كذب
(فويل يومئذ) للكاذبين.
لا تصدق يا (حنظلة) رؤى الحالمين في ليالي الإفك.
تبيّن أنباء الفاسقين يا (حنظلة).
والزاحفين على عوراتهم والبائعين صكوك النسيان
والغارمين والساهرين في علب الظلام
والغارقين في لجج الأكواب
وحلمات النسوان
إياك أن تصدق يا (حنظلة)
تلك أمانيهم يا (حنظلة).
مذ فطمك الغضب لهيبا
وضمّت يدك الحجر تلو الحجر
ومن أفق عينيك بزغ القمر
لينير ليلك بألف سنبلة وسنبلة.
لا تصدقهم يا (حنظلة).
هم يقولون ما لا يفعلون
ويفعلون ما يكتمون هم هكذا منذ باعوا مهدك على رصيف بخس
ورقصوا رقصة الديك المذبوح
وخيّروك بين أمرين:
إمّا الموت في كنف الحصار
و الحصار - يا (حنظلة) - ألوان وألوان
أو الحياة في جنّة الذل والعار
لا تصدقهم يا (حنظلة).
كم قالوا وما فعلوا.
كم وعدوا وما صدقوا.
كم جُدعت أنوفهم وما غضبوا كم سُلبت رجولتهم وما فطموا.
كأنّهم رضعوا من أثداء الغرقد.
لا تصدقهم يا (حنظلة).
وعودهم سراب بذي قيعة.
أحاديثهم لغو يا (حنظلة).
لا تصدقهم يا (حنظلة)
كم زعموا أنّك قضيتهم الأولى.
وأنّ أرواحهم وحبّهم لك.
وكل ما ملكت أيمانهم لك.
وكل ما ضمّت خزائنهم لك.
لكنّهم صدقوا حين كذبوا.
لا تصدقهم يا (حنظلة).