هذه الأيام.. ومنذ أيام.. تعودنا وعاداتنا نعيش لحظات الفرح وهي مدونة لها تاريخها.. وهذه مناسباتها وتوقيتها.. هذا العام.. إستعمرنا الرعب.. واستولى علينا الخوف.. واستبد بنا القلق.. التشنج.. صار سلوكنا عصبي.. والسبب معروف.. حرمنا من كل شيء كان فينا طبيعيا وعادي، نسارع في المواساة، نبادر للخير، نعجل بالتهاني لكل مناسبة سعيدة.. هذا العام.. غابت زغاريدنا.. زغاريد الفرح.. زغاريد النجاح.. مدننا تبتهج صيفا بالأعراس، ومواكب السيارات، وتعالي الزغاريد، وقاعات الأفراح تعجّ بالمدعوين، والضيوف، وحالة الزهو التي تبتهج بها النفوس غابت.. تلاشت، حظر كلي.. تعودنا أواخر جوان وبداية جويلية موسم تعالي زغاريد النجاح في مختلف الشهادات، هذا العام الجائحة تمنع عنوة كل هذا.. الجائحة ضيف غير مرغوب فيه، ولكنه أقام وطالت بيننا إقامته.. والسبب نحن.. نعم نحن ولا أحد غيرنا.. بعضنا لا يصدق بوجود الجائحة أصلا.. والبعض بين بين.. والبعض يصدق، وبين كل هذا وذلك، كان لا بد من الالتزام بقواعد الوقاية.. الوقاية خير من العلاج.. غرام وقاية خير من قنطار علاج.. نعرفها جميعا وننصح بها غيرنا ونحن لا نعمل بها.. نحن من يتسبب في إنتشار الوباء بيننا لعدم تنفيذنا واتباعنا للإرشادات والتوجيهات الصحية، بعضنا إستهتر، وتعنت. نحن ولا أحد غيرنا من أجل عودة التلاميذ للمدارس، والمصلين للمساجد، والافراح للنفوس، و آخر الزيجات، وأخرس زغاريد الفرح، وأجل العطل وتفقد الأهالي لبعضها.. فمتى نستعيد وعينا..