إذن، هو البحر ذاك الذي يحبه البحارة
البحارة ونبيذ الماضي
والآتي للبحر يتفهم الأيام المتتالية
إلى جزر العشق
حيث ينبت الزمان في توّجس الحكمة
هو البحر والبجع .. غريب يسبح في ضباب العيون
والأبدية احتمال مؤجل
لغضب المرآة
خطوة
خطوتان
هي العيون تبذر كحل الظمأ
يبكي البحارة من سجع في قحف الرضا
على طمي الخريف
كما تعي الذبيحة مسافات الدهشة
تدخل من سم الورى
إلى تيجان النخيل
—- هو البحر مؤلف من شؤون الرذاذ
والرمال سيوف تبني بلادا
من ظنون المشيئة
في مبخرة التهجن، خداع الأرض
جاءت تهشم جرار الركن
كبجع يخشخش أقدام الوحشة
يخترق غابة الظلال
والبجعة الساحرة توقف فيضان الجسد
يتلبد الشرشف المسكون
بلون الأنواء
وأرواح نائمة على أرصفة الهوان
... جذع الأرض الزاحف إلى مهد الأساطير
شبيه الخلاص
مصاطب الرؤيا* أخاديد السردون اللاهي
يحضن المصبات اللاهثة
خلف دنان الرموز
وبقيت وحدي
أسامر هلع البقاء
قرب النبع المسحور
نفاني الغياب إلى عتمات الطيش
حاصرني جفاف الحواف المعمرة
بين ميلاد البجعة
وتاريخ البياض المدهش فسحة فحم يلج
أنوثة العذر
يفترس مأمن التترس
وقرب تنامي جهة الخرافة
وصايا البجع
يتراءى الوهم، جرح المدائن
... غيرت المرايا إلى جسر الغياب
أزلت براكين الطفولة عن سواد في الأساور
سألت ساحات الغسل
عن مكنسة الغياب
كيف تعذب وجد الصخور
افتراس عظام الجهات
والآن أمد يدي إلى جبانة الذاكرة
إلى أرق الخلوة، اسمي معاصم السواحل
المرهونة بلثغ الدمار
علها تنهض من اتشاحها بالأسرار
إلى عناق المناخل
أمضي ثم أعود إلى رخام الحتف
نثار النوافذ** إلى بجعة العيون
اختار من صوان الأبجدية
لعنة الغروب
اسكب في دشم الليلك أكسير النجاح
غبطة الصور
ألعن الكواكب السيارة* أحشاء الصمت
وعلى جذع الفجر أرسم قرص الشمس
يلهو وأعناق البجع
أحيط أسماء المدن
بحبل التعمق في صلاة الطير
أمضي إلى مسلة اللهو * تنور القصب
أدير سبق التصحر إلى شدق الخطى
ألولب القائد والعتمة
كي لا أخيف الفصول
من رنين الصهاريج
ادن والى سلالة القطف المهيأ للرحيل
معتمدا غبار البوصلة
يباركني سبات المزامير
صاعدا إلى بحيرة البجع لأعلن ميلاد الغيمة.