أراك وجه أمي في دياجير الوجد
في باحة الحزن
قناديل تطفئ وجعي كنسمات الصيف
أراك أزهار ياسمين تتدلى من أهداب السناء
يعرش الود فيها كأنه أعشاش نخل تولد فيها الحياة
أراك في رائحة الخبز الأسمر، وفنجان القهوة وجلسة الأمس تحضنين أطيافا
في المساءات تلملمين شفق الهطول
في بسمة الطفل شمسا تنيرين عتمامات الروح
في ضحى العين قمرا بل قمرين
في سديم الليل نجوما تصفق للعمر الآتي
رائحة الذكريات تفوح من ثرى ماضيك
كالوابل يتناثر في شدو العقل
أراك وأنا ألملم الغابر من هزائم فرحي
وأنت تسكبين ترياق الأمل في دموع وجعي
لا عليك
غدا ستحتضنك أطياف الغبطة في دروب النجاح الباسم
غدا يكتبك العمر على صفحات الورق المعجون بعرق الجد
على ناصية التاريخ ستحفرين مجدك ومجدي
تشرق شمس الفرح بين القمرين مبتسمة
تورق أيامي بهمسة تحلق بقربك
أراك وجه أمي
وأنا أغدو في الطرقات أجمع ذكرياتي في شريط عابر لصمت
الريح تلعب بحاسة الشم توخز إحساسا بالشوق إليك وأنا بين يديك
فأراني أظم صورتك بين البين
دموعي تسبقني لتشق بمعول الشوق أخاديد
من اللهفة إليك وأنت معي
على خطى الحبور تبنين لي قصرا من العطف بل قصرين
أرك في الحلم دربا يتوسط الدربين
أراك أين أغدو أو أميل كل الميل