دراسة جديدة تحذر:

الحيوانات العاشبة أكثر عرضة للانقراض

كشف فريق دولي من الباحثين في دراسة علمية جديدة أجريت على أكثر من 24 ألفا و500 نوع من الحيوانات، أن الحيوانات العاشبة معرضة لخطر الانقراض أكثر من آكلة اللحوم في الطيور والثدييات والزواحف. وتشير النتائج إلى أن النظم البيئية قد تتأثر بشكل مختلف عما توقعه العلماء إلى حد اليوم، وأن هناك أولويات جديدة قد يتعين العمل عليها لمجابهة خطر انقراض هذه الأنواع.

ربع الحيوانات العاشبة مهدّد
قبل مليون عام، أدى انقراض الحيوانات آكلة النباتات ذات الأجسام الكبيرة إلى تغير مسار الحياة على الأرض بإعادة تشكيل الحياة النباتية، وتعديل الدورات الكيميائية والجيوكيميائية بطريقة تجعل مناخ الأرض أكثر برودة. وقد أظهرت الدراسة أن الحيوانات العاشبة الضخمة في العصر الحديث (التي يفوق وزنها الطن الواحد)، يمكن أن تلقى قريبا نفس مصير أسلافها القدامى، مع تداعيات غير معروفة على البيئة وعلى الكائنات التي تعيش على سطح الأرض.
وتشير النتائج أيضا، التي استخدمت قاعدة بيانات لمخاطر الانقراض والتصنيف الغذائية لأكثر من 24 ألفا و500 نوع من الثدييات والطيور والزواحف، أن حوالي 25% من الحيوانات العاشبة معرضة للخطر.
هذه الأرقام تأتي مقارنة بـ 15% من الحيوانات آكلة اللحوم و17% من الحيوانات الكالشة (التي تتغذى على النباتات واللحوم في الوقت نفسه). وفي جميع هذه المجموعات، أظهرت النتائج أن الحيوانات الكبيرة كانت دائما الأكثر عرضة لخطر الانقراض.
ولئن كانت الحيوانات آكلة اللحوم أقل عرضة للخطر بشكل عام، فإن بعضها، كما يقول مؤلفو الدراسة، مهدد فعلا بالانقراض كالنسور والحيوانات التي تعتمد في غذائها على الأسماك مثل الطيور البحرية.
ووجد الباحثون أن المجموعة الأكثر عرضة للخطر هي الزواحف العاشبة، مثل السلاحف، والتي بدت حساسة بشكل خاص لتأثير الأنواع الغازية، مثل الفئران التي تأكل بيض الزواحف.
دعاية أخفت الحقيقة
ورغم أن هذه النتائج الجديدة تدعم ما توصلت إليه بعض الدراسات السابقة التي أجريت على مجموعات معينة من الحيوانات، فإنها تناقض الأفكار السائدة التي غالبا ما تعتبر الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم الأكثر عرضة لخطر الانقراض، لأنها تحتاج إلى تناول نسبة كبيرة من الطعام والتجول في مناطق كبيرة أصبحت تتداخل بشكل متزايد مع الأراضي التي يستغلها الإنسان.
وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة تريشا أتوود، من جامعة ولاية يوتاه، في بيان الجامعة إن «النتائج كانت مروعة إلى حد ما. فقد أدت علاقتنا المشحونة بدعاية كبيرة عن الحيوانات المفترسة مثل الأسود والذئاب إلى تصور لا أساس له من الصحة يفيد بأننا نفقد الحيوانات المفترسة أكثر من أي مجموعة غذائية أخرى».
ورغم أن فريق الباحثين توصل إلى ربط مجموعات معينة من الحيوانات بأنواع من التهديدات التي يسببها البشر، بما في ذلك الأنواع الغازية والتلوث وتغيير الموائل والصيد الجائر وتغير المناخ، فإن الآليات الدقيقة لهذه العلاقة ما زالت غير محددة.
واعتبرت أتوود أن «توثيق نمط معين للانقراض ليس سوى الخطوة الأولى نحو الحد من فقدان الأنواع»، مؤكدة أن الخطوة التالية لفريق البحث هي فهم التعقيدات التي تسبب حدوث هذا النمط، وعندها فقط ستكون هناك فرصة فعلية لوقف الانقراض في المستقبل.
المصدر: الجزيرة نت

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024