تزحف وتنتشر وتتوغل

الحشائش الغازية تهدّد سبل العيش في إفريقيا

أجرى علماء مركز الزراعة والعلوم البيولوجية الدولي (كابي) دراسة دعوا فيها إلى تبني إستراتيجية إدارة متكاملة وعاجلة، لمحاربة حشائش ميموسا ديبلوتريتشا الغازية التي تهدد سبل العيش في شرق وجنوب إفريقيا.
وقال الدكتور أرني ويت المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية بوثاليا Bothalia إن أكثر من نصف المزارعين الذين شملهم الاستطلاع بمنطقة كارونجا في ملاوي يعتقدون أن حشائش ميموسا ديبلوتريتشا
(Mimosa diplotricha) تقلل بشكل كبير غلة المحاصيل.
ولذلك، ووفقا لما أورده تقرير موقع يوريك ألرت Eurek Alert بتاريخ 3 أوت  بشأن الدراسة، فإن تلك الحشائش وعلى مدى أكثر من 40 عاما كانت تعتبر واحدة من أسوأ 76 نوعا من الحشائش الضارة في العالم.
وسعى علماء «كابي» (CABI) - بمن في ذلك تيم بيلي وويني نوندا اللذان يعملان مع الدكتورة ليليان تشيمفيبو من قسم الشؤون البيئية في حكومة مالاوي- إلى رصد التوزيع الحالي لتلك الحشائش في شرق وجنوب أفريقيا وتأثيراته على سبل العيش في شمال ملاوي.
اعتمد رصد التوزيع الحالي على مسوحات ميدانية وبيانات المعشبة، كما أجرى الباحثون استبيانات مع 151 أسرة في 32 قرية عبر منطقة كارونجا -تمثل جميع المناطق المتضررة من الأعشاب المدمرة- لتحديد آثارها على سبل العيش المحلية.
وقال دكتور ويت «إن ميموسا ديبلوتريتشا هي من الحشائش الناشئة أو الراسخة في أجزاء كثيرة من العالم بما في ذلك العديد من بلدان إفريقيا، والتي تؤثر على التنوع البيولوجي وإنتاج المحاصيل والمراعي وقيادة التغيير الاجتماعي البيئي».

وأضاف «وجدنا أنها وفيرة في غرب إثيوبيا وجنوب تنزانيا وشمال وجنوب شرق ملاوي ولدى السكان المعزولين في غرب رواندا وبوروندي وموزمبيق وعلى الشواطئ الشمالية لبحيرة فيكتوريا في أوغندا».
ميموسا ديبلوتريتشا هي من الحشائش الناشئة أو الراسخة في أجزاء كثيرة من العالم بما فيها بلدان إفريقيا (ويكيبيديا)

تأثيرات سلبية وسبل مقاومة
وأفاد معظم المستجيبين في الاستبيان بأن غزو الحشائش يقلل كمية العشب والشجيرات في المراعي، وقال أكثر من نصف العينة إنها قللت غلة المحاصيل، كما تقلل أيضا توافر النباتات الطبية والموارد الطبيعية الأخرى.
وقال المتضررون من المزارعين أيضا إن الحشائش أعاقت حركة الناس والماشية، وقللت وفرة الأعشاب والشجيرات، فيما قال 50% من المستطلعين أن لها تأثيرا سلبيا على الأشجار.
ويقول دكتور ويت إن ميموسا ديبلوتريتشا لديها القدرة على توسيع نطاق انتشارها بشكل كبير في شرق إفريقيا وأجزاء من الجنوب الإفريقي، وبالتالي هناك حاجة ملحة لتطوير وتنفيذ إستراتيجية إدارة
متكاملة، بما في ذلك المكافحة البيولوجية، للحد من الآثار السلبية لهذه الحشائش الغازية على سبل العيش المحلية.
وحشائش ميموسا ديبلوتريتشا كما يعرفها موقع كابي هي شجيرات صغيرة غزت العديد من البلدان في المناطق الاستوائية القديمة والعديد من الجزر المحيطية.
وفي العقود الأخيرة انتشرت إلى مناطق جديدة من العالم، وأثبتت أن لديها القدرة على غزو المزيد من المناطق الاستوائية، وهي تشكل غابات شائكة لا يمكن اختراقها تغزو المواقع المضطربة للغاية، والأنظمة الزراعية على وجه الخصوص.
وتنتج الشجيرة كميات كبيرة من البذور في سن مبكرة، ولديها بنك بذور ثابت، ومن الصعب للغاية التحكم بفعالية باستخدام الوسائل الميكانيكية أو الكيميائية، ومع ذلك فقد حققت برامج المكافحة البيولوجية درجة كبيرة من النجاح.
ويقول دكتور ويت إنه «لتفادي انتشار الحشائش بشكل أكبر فإن من الضروري إعلام المجتمعات بآثارها السلبية وأفضل الممارسات لإدارتها، والتي تتضمن استخدام الضوابط البيولوجية المناسبة».
المصدر: الصحافة الأمريكية

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024