قال تعالى:
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا”
صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل..
ما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على جريمة نكراء جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال الصهيوني الدموي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وهذا هو حال الأسرى الفلسطينيين المعتقلين القابعين في غياهب سجون الاحتلال والذين يعانون ويلات الألم والمعاناة وينتظرون موت الزؤام نتيجة سياسة الإهمال الطبي الممنهج والتجويع من قبل إدارة سجون الاحتلال، وهذه الجرائم ما هي إلا وجها آخر من أوجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمرة في غزّة وامتدادا لها في معتقلات وسجون الاحتلال الصهيونية.
اغتيال الشهيد المعتقل المسن محمد ابراهيم حسين أبو حبل البالغ من العمر 77 عاماً من سكان قطاع غزّة في معسكر سديه يتمان التابع لجيش الاحتلال الصهيوني نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، حسب ما أفاد جيش الإحتلال الصهيوني بتاريخ 10- جانفي- 2025 على الرغم من مرور قرابة خمسة شهور على استشهاده وبقي مصيره مجهولا طيلة الشهور المنصرمة، ولم يفصح الاحتلال عن ملابسات اغتياله ومازالت تحتجز جثمانه حتى هذه اللحظة ويأتي إعلان استشهاد أبو حبل للتضليل والتغطية على جرائم القتل المتعمد خلف قضبان السجن. ما يرفع عدد الأسرى الشهداء إلى 70 شهيداً، منذ بدء حرب الإبادة قبل عشرين شهراً، بينهم 54 من غزّة وهم فقط المعلومة هويتهم إلى جهات الاختصاص في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
فيما يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967 م الموثقة إلى 308، وهم كذلك المعلومة هوياتهم وتعتبر هذه المرحلة الفاصلة من عمر القضية الفلسطينية هي الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة وأشدها قسوة وعنفوانا من حيث ظروف الاعتقال.
والشهيد المعتقل المسن أبو حبل متزوج وأب، وله من الأبناء 11 وقد اعتقل بتاريخ 12- نوفمبر - 2024 من أمام ما يعرف بحاجز الإدارة المدنية ومنذ لحظة اعتقاله تعرض للتنكيل والتعذيب النفسي والجسدي، وقد وثقت المؤسسات الدولية والمحلية إفادات وشهادات الأسرى المعتقلين الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم من سجون الاحتلال وخاصة معسكر سدي تيمان. بأن غالبية الأسرى الذين التحقوا بركب الشهداء من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة هو نتيجة جريمة تعذيب أو الإهمال الطبي أو التجويع أو الاعتداءات الجنسية وتعتبر من الحالات التي تعرضت للقتل البطيء والتعذيب القاسي هم معتقلي غزّة.
طوبى لكم أبناء شعبنا الأبي في غزّة القابض على الجمر.
المجد كل المجد لشهدائنا الأبطال.
الرحمة لشهيدنا البطل “أبو حبل”
والخزي والعار لأعداء شعبنا ومن لف لفيفهم من العملاء المأجورين
والشفاء العاجل لجرحانا الأوفياء.
والحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات في سجون الإحتلال