الأسرى الأطفـال في السجـون الصهيونيـة...

معاناة متواصلة مع ويلات الظلم والتعذيب والعزل الانفرادي

بقلم: د. جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل

يقبع آلاف الأسري الأبطال الفلسطينيين، وبعضًا منهم أطفال صِغَار السِن في سجون عصابة الاحتلال الصهيوني المُجرم؛ حيثُ يُعانون ويلات الظلم، والبطش، والقمع، والشبح، والضرب والتعذيب، والعزل الانفرادي في زنازين عصابة الاحتلال الصهيوني، كما يتعرضون لأبشع صنُوف وأنواع التعذيب، والموت البطيء، والقهر، والإبادة، والتنكيل..

يواجه الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال ليلاً، ونهاراً وجهاراً، وتستمر إدارة عصابة السجون الصهيونية في السعي لسحقهِم ومَحقِهِمْ، وسَحلهِم، ومَسحِّهم، وقَتلهم!؛ ليس لأي ذنبٍ اقترفوه! سوي أنهم كانوا قبل اعتقالهِم يُدَافِعُون عن وطنهم، ومقدساتهم، وعن شرف، وكرامة الأُمة العربية، والإسلامية. يدافعون عن المسرى، والأقصى، عن المعراج، وعن الديار المقدسة المطهرة الأرض المباركة أرض المحشر، والمنشر، ويدافعون عن العقيدة الإسلامية، لحماية المسجد الأقصى المبارك، لِتحريره من دنس المحتلين الغاصبين عصابة الصهاينة المُعتدين أعداء الإنسانية والطفولة والرحمة.
إن هذا الاحتلال تجاوز  كل الحدود  في الإرهاب والإجرام بقيامهِ باعتقال أسرى أطفال، وإن كانوا في صبرهم، وجَلدِهِم كالرجال الأبطال الثوار، الأبرار، الأطهار؛ حيثُ تستمِر انتهاكات عصابات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال الأبطال، والنساء!..
وتتواصل المعُاناة اليومية للشعب الفلسطيني من خلال تواصل جرائم عصابات الاحتلال الإرهابي، ومن خلال ارتكابهِم للمجازر الجماعية أو الفردية، التي يرتكبوُنها، كما، ويحتجزون حتى جثامين الشهداء الأبطال، وحتى ولو كانوا أطفالاً صغارا!؛ ويضعونهم فيما يُعَرف، ويسمي بمقابر الأرقام!، فيحرمون ذويهم من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم..
ولقد تفوق الصهاينة على النازيين في مجازرهم وقذارتهِم!!؛؛ وتزداد المحنة والمعاناة الفلسطينية مع تواصل اعتقال الأسرى الأطفال الأبطال، كما، ويستمر مُسلسل الاعتقال الإداري حتى من غير توجيه أي تُهُمَهَ؛! ويتواصل الإرهاب الصهيوني بالتنكيل بِالمعتقلين الأسرى، ومنهم الأطفال، وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي أقرتها كل المواثيق، والشرائع الدولية والإنسانية؛ وحسب بعض تقارير  منظمات حقوق الإنسان الدولية، وهيئة الدفاع عن الأسرى فقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال منذ عام 1967 وحتى 2025 م، أكثر من  مليون فلسطيني، وأكثر من سبعين ألف حالة اعتقال سجلت في صفوف الأطفال الفلسطينيين ( ممن هم ما دون سن 18 وفقًا للقوانين الدولية)؛ ولقد اعتقلت عصابة الاحتلال الصهيوني منذ مطلع العام 2025 نحو 850 طفلًا فلسطينيًا، منهم 440 طفلًا من القدس، والذين يشكلون الغالبية العظمى ما نسبته 78,4% من إجمالي الأطفال الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال في هذا العام، وبلغ عدد الأسرى الأطفال، والقاصرين رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني حتى منتصف شهر ماى نحو 340 طفلًا، وطفلة في معتقلات “مجدو”، و«عوفر” و«الدامون”؛ إضافة إلى وجود عدد في مراكز التوقيف والتحقيق، فضلًا عن عدة أطفال من مدينة القدس المُحتلة تحتجزهم عصابة قوات الاحتلال في مراكز اجتماعية خاصة لأن أعمارهم تقل عن 14 عامًا؛ وذلك حسب تقارير “هيئة شؤون الأسرى، والمحررين”..
هؤلاء الأطفال يتعرضون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف كُل قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل، واتفاقية جنيف الرابعة لحقوق الإنسان، ولكن الاحتلال المجرم ماضٍ في إجرامه واعتقاله للأطفال الأبرياء الأبطال في فلسطين المحتلة!.
ويشكل ما تقوم به سلطات الاحتلال، انتهاكاً صارخًا وواضَحًا لحقوق الأطفال الأسرى؛ ويخالف القانون الدولي، وخصوصاً اتفاقية الطفل المادة (16) التي تنص على: “لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته”، كما تنص أيضاً على أن “ للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس”.
لكن الصهاينة المحتلين المجرمين لا يهتمون لذلك ولا يراعون حداثة سن الأطفال، وبراءة طفولتهم الضائعة التي اغتصبتها سجون الاحتلال ودمرتها من خلال سجنهم التعسفي، وتعذيبهم، وتقديمهم للمحاكمة الظالمة!؛ بالإضافة إلى أن الاحتلال يحدد سن الطفل بما دون 16 عاماً، وذلك وفق الجهاز القضائي الصهيوني لعصابة المحتلين الذي يستند في استصدار الأحكام ضد الأسرى الأطفال إلى الأمر العسكري رقم “132”، والذي حدد فيه سن الطفل، بمن هو دون السادسة عشر، وفى هذا مخالفة صريحة لنص المادة رقم “1” من اتفاقية الطفل، والتي عرفت الطفل بأنه: “هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر سنةً من عُمرِه”. ولا يزال يعاني الأطفال الأسرى في السجون، والمعتقلات من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية؛ فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، إضافة إلى الاحتجاز مع أطفال جنائيين، والإساءة اللفظية والضرب، والعزل والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض، كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم؛ لذلك فإن ملف الأسرى الأطفال، والأسرى المرضى، وكذلك الأسرى شهداء مقابر الأرقام، يجب أن يرفع لمحكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال حتى يتم إطلاق سراح الأسرى؛ كما يجب فضح ممارسات الاحتلال بحقهم، وتقديم الدعم، والمساندة لهم وفعِل من خلال القيام بالمزيد من الفعاليات الوطنية، والعربية، والدولية، والإعلامية دعماً لحرية الأسرى الأطفال الأبطال، وكل الأسرى الميامين في سجون الاحتلال، الذين يدافعون عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية..
لا بد أن ينقشع ظلام الاحتلال ويبزغ فجر الحرية لكل الأسرى الأبطال، والأسيرات الماجدات  في سجون عصابة الاحتلال، وسيبقى الأسرى منارات تشعل الطريق لكل الأجيال العابرة  لتحرير بيت المقدس من دنس الغاصبين، ومن أجل أن ننعم بالحرية، وتحرير البلاد والعباد من جور عصابة المحتلين الصهاينة الغاصبين؛ ومهما تغول هذا العدو المجرم في جرائمه ضد الإنسانية، وغيب في غياهب السجون أسرانا الأطفال الأبطال، وكل الأسرى الميامين فإن الاحتلال زائل لا محالة، والنصر، والتمكين، والحرية، والتحرير قادمة لفلسطين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025