في زنازين الاحتلال، لا يُسجَن الجسد فقط، بل يُختبَر الصبر، وتُصاغ الأسطورة. الأسير الفلسطيني ليس مجرد رقم في إحصائيات، بل هو قصة صمود، ومرآة لوطن لا ينكسر رغم القيود. تخيل شاباً في العشرين من عمره، اعتُقل وهو يحاول إسعاف جريح في إحدى غارات غزّة. منذ لحظة اعتقاله، تبدأ معركة من نوع آخر: معركة ضد النسيان، ضد العزل، ضد محاولات كسر الروح. لكنه رغم الظلام، يكتب يومياته على أوراق مهربة، يرسل فيها رسائل أمل لأمه، ويعلّم زملاءه القراءة، ويرسم خارطة العودة على جدران الزنزانة.
الأسير الفلسطيني اليوم، في ظل الأوضاع الراهنة، يجسد نضال شعب بأكمله. هو أيقونة للكرامة الإنسانية، وإثبات يومي أن الحرية ليست مكاناً، بل موقف. ورغم الجدران، فإن صوته يصل...في هتافات الأمهات، وفي لوحات أطفال غزّة، وفي صدى الوطن الذي لا ينسى أبناءه. ورغم القيد الحديدي، إلا أن الحلم لا يُقيَّد. الأسير يُراكم سنوات من الحرمان، لكنها تتحول إلى وقودٍ للوعي والصلابة.
خلف القضبان تُولد ثقافة المقاومة، وتُزرع بذور القيادة، وتُصاغ الرسالة الوطنية من جديد. في كل زيارة ممنوعة، يكتب الأسير سطراً جديداً من الألم، وفي كل إضراب عن الطعام، يعلّم العالم درساً في الكرامة. الأوضاع الصعبة في غزّة والضفة، تُضاعف من وجع الأسر، لكنها أيضاً تضاعف من قيمة الحرية. الأسير الفلسطيني لا يطلب شفقة، بل اعترافاً بإنسانيته.
هو عنوان للثبات في وجه محتل يسعى لطمس الهوية. ووسط الضجيج العالمي، تبقى حكاية الأسرى أصدق ما يُقال عن الشعب الفلسطيني: لا يُهزم، وإن تألم.
مسؤول قسم الإعلام الالكتروني والمرئي مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى