قبلة الرّأس التي أفاضت الكأس!

بقلم: إبراهيم ملحم

 

طار صواب “الملك” الذي لم يرد اسمه في التوراة، وطفق يُرغي ويُزبد، يُهدّد ويتوعد باستدعاء الجحيم، بعد أن أوقف تسليم الدفعة السابعة من الأسرى الذين أُنزلوا من الحافلات، في ترعيبٍ وترهيبٍ وإذلال، ولإجبارهم على ارتداء شعاراتٍ تُماثل تلك التي أُجبر الضحايا اليهود على ارتدائها في محارق النازية.



 كانت القبلة عفوية، وتعبّر عن تقديرٍ وامتنانٍ للمعاملة الحسنة التي أبداها الآسرون مع أسراهم، ولا تحمل أي معانٍ للإذلال أو الإكراه، ولو كانت كذلك، لانسحبت على جميع المحتجزين. ذريعة الإذلال مجرد فزاعة استخدمها “الحاوي” للتشغيب، والضغط على الأعصاب، والتفلت من استحقاقاتٍ قادمةٍ من شأن تنفيذها انفراط عقد ائتلافه، وانفتاح المشهد الصهيوني على احتمالاتٍ جميعُها سيئة بالنسبة لـ«الثعلب”، الذي يحاول عبثاً إرجاء مثوله أمام القضاء.
الإذلال لم يكن في مشاهد التسليم المعلَنة أمام عدسات الكاميرات للمحتجزين الذين يظهرون بصحةٍ جيدة، يوزّعون القبلات، ويرتدون أفضل الثياب، بل في مشاهد القمع والتنكيل التي يتعرض لها الأسرى قبيل إطلاق سراحهم، وخلال وجودهم في مدافن الأحياء، بعيداً عن العيون والكاميرات، حيث يُساقون بالأصفاد إلى الحافلات. قبلة الرأس هزت عرش “الملك”، لأنها جاءت من أحد جنوده الذين تم شحنهم بمشاعر الحقد، وبتعاليم توراتية مُحرّفة، تدعو إلى قتل النساء والأطفال، وإهلاك الحرث والنسل، وتدمير غزة، وإحراق سكانها، حسب ما جاء في شهادات أحد المشاركين في حرب الإبادة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025