انطلقت، أمس، الطبعة الأولى للدورة التكوينية التي تنظمها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لفائدة الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام، حيث سلط أطباء مختصون الضوء على داء الهيموفيليا الذي يمس أكثر من 1843 شخص في الجزائر.
من جهتها أكدت المختصة في أمراض الدم الدكتورة برقوق، أن دواء بروفيلاكسي متوفر في الجزائر بطريقة كافية، يستفيد جميع الأطفال المصابين بالهيموفيليا الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات من حقنة بروفيلاكسي الأولي، مرتين في الأسبوع، مشيرة إلى أن العلاج أعطى نتائج جيدة، كونه يساهم في حماية المرضى من مخاطر النزيف الدموي ويحوله من درجة شديدة إلى معتدلة.
أوضحت الدكتورة برقوق، أن العلاج باستخدام حقن بروفيلاكسي يسمح بضمان حياة خالية من المصاعب والمعاناة ويمكن للمصاب أن يعيش حياة عادية مثله مثل الأطفال الآخرين، بالإضافة إلى تخفيض نسبة الغيابات عن الدراسة وعدم الاضطرار للذهاب في كل مرة إلى المستشفى، مؤكدة أن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة يساهم في تفادي الإصابة بمضاعفات خطيرة، لاسيما الإصابة بالإعاقة، مشيرة إلى إصابة بعض مرضى الهيموفيليا بفيروسات خطيرة، منها التهاب الكبد الفيروسي «س» وحتى فيروس فقدان المناعة المكتسبة والذين تم تشخيصهم على مستوى بعض المستشفيات الجماعية بالعاصمة.
واستفاد الصحافيون من معلومات قيمة تتعلق بداء الهيموفيليا، الذي يصيب فئة الذكور بنسبة كبيرة، وفي حالات نادرة يمكن أن يمس الإناث. كما أوضح الأطباء أنه لا يمكننا الوقاية من الإصابة بالمرض، كونه مزمنا ويولد به الطفل وهو جزء من مجموعة اضطرابات دموية وراثية تتم بسبب عدم تخثر الدم.
وأجمع المتدخلون على أن التكفل بمرضى الهيموفيليا على مستوى المصالح الاستشفائية، عرف تحسنا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة، رغم انتشار هذا الداء بنسبة كبيرة في الجزائر بسبب زواج الأقارب الذي يجعل الأطفال معرضين بكثرة إلى خطر الإصابة بهذا الاضطراب الدموي الوراثي الذي ينقسم إلى نوعين: هيموفيليا صنف «أ» و»ب»، حسب درجات الإصابة، منها الدرجة الأخطر وهي الشديدة وتأتي بعدها المعتدلة والضئيلة.