محمد ولد مجوبي، البالغ من العمر 4 سنوات ونصف عاش معاناة كبيرة في مصارعة المرض الناذر، “تيروزينيمي” الذي يمسّ الكبد ويؤدي إلى انتفاخ البطن بسبب عدم احترام الحمية الغذائية التي تتطلب تناول مأكولات خالية من البروتينات.
أكد والد الطفل في تصريح لـ«الشعب” أن إصابة أطفاله بهذا الداء كان نتيجة زواج الأقارب، موضحا أن طفله دخل 20 يوما في غيبوبة عندما كان عمره 4 أشهر بعد تناوله للحليب الاصطناعي الذي أدى الى تسممه وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة تم اكتشاف إصابته بمرض تيروزينيمي.
يخضع الطفل محمد لحمية دقيقة تحتوي على مأكولات لا تتوفر على الكثير من البروتينات والتي لا توجد هنا في الجزائر حيث يضطر والده إلى جلبها من أوروبا شهريا كالحليب والأرز والعجائن ومختلف المنتوجات التي تكلف العائلة 30 مليون سنتيم في الشهر، في حين يبلغ سعر الحليب الخاص به 20 ألف دج، وهو ما جعل الوضع يصعب أكثر أمام عائلة ولد مجوبي الميسورة الحال.
أوضح والد محمد أنه في بعض الأحيان لا يمكنه التحكم في طفله، كونه صغير ويشتهي أكل السكريات مع زملائه في المدرسة رغم أن الأمر يشكل عليه خطرا كبيرا ويؤدي إلى إصابة الكبد وانتفاخ البطن، يمكن له أن يأكل بعض الفواكه، إلا أنه ليس مسموح لديه ان يتناول مثلا أكثر من حبة موز في اليوم، كما أن عدم إتباع الحمية الغذائية المناسبة يؤدي إلى موت المريض، بعد 10 سنوات.
كما يقوم المريض بإجراء تحاليل طبية كل 15 يوما لمعرفة مدى إتباع الطفل المريض الحمية الغذائية المناسبة وعدم تناوله للوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والسكريات حتى يعيش لأطول مدة، بالإضافة إلى الدواء الذي توفره الدولة لهذه الفئة من خلال استيراده كون العائلات لا يمكن لها دفع المبلغ الذي يصل إلى 5 آلاف أورو للعلبة الواحدة.