البروفيسور سعيداني (رئيس الجمعية الوطنية العلمية لأمراض الكلى (

'' الوقاية تحمي مرضى السكري وارتفـاع الضغط الشرياني من القصور الكلوي ''

حـــــوار وتصـوير : نضـيرة نسيــب

حاورت ''الشعب'' البروفيسور سعيداني مسعود من مستشفى بني مسوس، مؤخرا على هامش اليوم الإعلامي المنظم من طرف الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى وتصفية الدم وزرع الأعضاء بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الكلى المصادف لـ ١٤ مارس من كل سنة، حيث أكد  على أهمية الوقاية من مختلف أمراض الكلى ويكون ذلك بتحديد الأعراض الأولية للإصابة بالدرجة الأولى عند مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي من أجل تفادي الكشف عنه في مرحلة متقدمة من المرض، علما أن أكثريتهم معرضون لخطر القصور الكلوي الحاد.

 ما هي الأهداف المسطرة من تنظيم هذا اليوم التوعوي؟
¯¯ نهدف من خلال تنظيم هذا اليوم الإعلامي أولا تحسيس الأطباء العامين الذين بإمكانهم المساهمة بنسبة كبيرة في الكشف المبكر عن المرض وتفادي خطر الفشل الكلوي المزمن الذي يتسبب في القصور الحاد للكلى، حيث تصبح حياة المريض مرتبطة بتوفر جهاز تصفية الدم، فمن المهم جدا إعلام الجمعيات التي تعنى بمرض السكري وارتفاع الضغط الدموي بضرورة الفحص المبكر في حالة ظهور العلامات الأولية للمرض .
¯  هل بإمكانكم توضيح أهمية وظيفة الكلى في جسم الإنسان؟
¯¯  تتمثل وظيفة الكلى في تصفية الدم من الشوائب و المواد السامة التي يتم إخراجها من الجسم عن طريق البول . ويؤدي أيضا الكلى عملية توازن بين كمية المياه و الأملاح المعدنية اللازمة لعمل الأعضاء في الجسم بطريقة جيدة وإضافة إلى ذلك يقوم الكلى بمراقبة إنتاج الهرمون الخاص بمراقبة الضغط الشرياني وعدد الخلايا الحمراء و الفوسفور التكلسي وفي تكوين العظام أيضا.
  ¯ ما هو الخلل الذي يمكن أن يصيب الكلى؟  
¯¯ يتسبب حبس كمية الماء والصوديوم على مستوى الكلى في الإصابة بأورام وبارتفاع الضغط الدموي، كما تتراكم البقايا السامة في الجسم بدل إخراجها إلى خارج الجسم. وهذا ما ينتج عنه شعور بالغثيان والقيء واضطرابات عصبية حسية، أو فقدان الشهية . كما يسجل نتيجة ذلك ارتفاع في مادة الكرياتين créatine ومادة الأوريا  Urée المتواجدة في البول أو البوتاسيوم ويمكن في حالات أخرى أن يسجل خلل على مستوى الهرمونات المسؤولة على التحكم في نسبة الضغط الشرياني، والخلايا الحمراء التي يؤدي نقصها في الإصابة بفقر الدم، ويمكن تسجيل اضطرابات في الأملاح التي تلعب دورا مهما في تكوين العظام  .
 ¯  كيف تصاب الكلى وما هي الأسباب؟
¯¯  يمكن أن يصاب الكلى بقصور كلوي حاد غير مزمن ويتجلى ذلك عندما يتوقف عملهما بطريقة مؤقتة وهنا يمكن استرجاع هذه الوظيفة بعد تلقي العلاج اللازم وباستعمال جهاز تصفية الدم. ومن بين الأسباب  الرئيسية التي تؤدي إلى نقص الماء في الجسم، تناول أدوية سامة مضرة بالكلى. أما في الحالة الثانية وهي أخطر تتمثل في القصور الكلوي المزمن وهو مرض ناتج عن خلل في النسيج الخاص بالتصفية المسمى بـ  (النفرون) الموجود في الكلى . هناك أمراض كثيرة بإمكانها أن تحدث ضررا في الكلى، نذكر من بينها مرض السكري  وارتفاع الضغط الشرياني، مما يستوجب مراقبة جيدة لهذه الأخيرة من أجل تجنب خطر الإصابة بالقصور الكلوي المزمن عن طريق القيام بفحوصات خاصة ودورية  عند الأشخاص المرضى وعلى الأصحاء أيضا القيام بفحص للكلى ولو لمرة في السنة وذلك من باب الوقاية.
¯ ما هو علاج القصور الكلوي المزمن ؟
¯¯ قبل الوصول إلى العجز الكلوي نقوم بإعطاء المريض أدوية خاصة لعلاج الأعراض المؤقتة للمرض ويكون ذلك عن طريق إخضاع المريض لحمية تخفض فيها كمية البروتين و البوتاسيوم وهذا لدى كل المرضى. ولكن في حالة الإصابة لا قدر الله بالقصور النهائي للكلى هنا نلجأ إلى عملية زرع الكلى وهذا غير متوفر لكل المرضى الذين يخضعون في هذه الحالة إلى تصفية الدم باستمرار وهذا باستعمال جهاز التصفية الذي  يعرف بـ ''الدياليز'' وهو يقوم بتنقية  الدم من المواد السامة ويساعد الجسم على التخلص من نسبة الماء الزائد.
¯ ما هي أهم التدابير الوقائية  ؟
¯¯ تتمثل أهم الخطوات الوقائية في تجنب السمنة من طرف الأشخاص المرضى والأصحاء أيضا وإذا كان من الصعب إتباع حمية غذائية صحية على الأقل يستلزم الحرص على ممارسة الرياضة بطريقة منتظمة بالإضافة إلى شرب الماء بكثرة، و المشي نصف ساعة أو أكثر يوميا  . وفيما يخص المرضى المصابين بالارتفاع الضغط الدموي والمصابين بالسكري عليهم مراقبة الضغط لديهم دوريا مع نسبة السكر في الدم ومن المهم جدا عدم الإفراط في تناول الملح والسكر. وننصح المرضى والأصحاء بالخصوص عدم تناول الأدوية بطريقة عشوائية ومزمنة مثل ''البراسيتامول'' و''مضادات الالتهاب'' بدون استشارة الطبيب ولأبسط عارض مرضي،مما بإمكانه التسبب بنسبة كبيرة في الإصابة بالقصور الكلوي المزمن مستقبلا، لذلك من الضروري إتباع تصرفات عقلية و صحية لأن هذا المرض لا يرحم بالإضافة لتكاليفه الباهظة الثمن.

ماهــــو الدياليـــز؟

يتمثل الدياليز أو ما يعرف بعملية تصفية الدم في الطريقة التي تسمح بتصفية الدم من المواد السامة والشوائب ويوجد نوعين من الدياليز، الأول يخص جهاز الإيمودياليز والثاني هو التصفية البريتونية. وفيما يخص الإيمودياليز وهي تقنية شائعة الاستعمال يتم وضع الدم في الجهاز ويكون في اتصال مباشر مع مادة الدياليز من خلال مروره عبر الكلى الاصطناعية النفاذة جزئيا ويقوم المريض المصاب بالقصور الكلوي بهذه التقنية ثلاث مرات أسبوعيا في مركز خاص بالتصفية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024