الدكتورة يحياوي مختصة في الأمراض الصدرية بمستشفى ''لامين دباغين'':

الاختنــاق المتكـرر والشعــور بالـدوران من دواعي الكشف المبكر عن ارتفاع الضغط الرئوي

حاورتها : نضيرة نسيب

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأمراض النادرة المصادف لـ ٢٨ فيفري من كل سنة، نظم يوم الخميس الماضي لقاء دراسيا من طرف جمعية المرضى المصابين بالأمراض النادرة، حيث اغتنمت ''الشعب'' الفرصة  لمحاورة الطبيبة يحياوي المختصة بمصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى لامين دباغين بباب الوادي حول أحد هذه الأمراض والمتمثل في ارتفاع الضغط الرئوي والتي أكدت بخصوصه على ضرورة الكشف المبكر لتحسين نوعية التكفل بهذه الأمراض التي يصل عددها على المستوى العالمي إلى ٨٠٠ مرض نادر.


  ''الشعب'': ماهو ارتفاع الضغط الدموي الرئوي ؟ وما هي أعراضه؟

 ¯¯ الدكتورة رشيدة يحياوي: يتسبب ارتفاع الضغط الدموي على مستوى الشريان الرئوية في حدوث خلل عضوي يتسبب في ضغط كبير على مستوى الرئتين حيث يكون تدفق قوي للدم في الأوعية الدموية على مستوى الرئتين وينتج عنه صعوبة متكررة في التنفس، ففي هذه الحالة يشعر الشخص بتعب وخفقان القلب بسرعة واختناق شديدين بمجرد قيامه بأي مجهود حركي أو رياضي، سواء كان ذلك عن طريق المشي أو حتى صعود الدرج والقيام بأبسط الأعمال المنزلية.  ويتميز هذا الاضطراب في ارتفاع غير طبيعي لضغط الدم في الشريان الرئوي، الناجم عن زيادة مقاومة الأوعية الدموية الرئوية لتدفق الدم إلى الرئتين، بسبب انسداد أو تضيق قسم كبير من الشرايين الرئوية الصغيرة جداً. وفي مرحلة متطورة للمرض يمكن أن يشعر المريض بغثيان ودوران مع  فقدان الوعي بطريقة متكررة نتيجة الاختناق وصعوبة التنفس ـ كما سبق وأن ذكرت ـ ويبقى هذا المرض غير معروف لدى الكثير من الأطباء وعامة الناس حيث يتأخر الكشف عنه نظرا للخلط مع أمراض أخرى لاسيما أنه هناك تشابه في الأعراض مما يصعب عملية التعرف على هذا المرض  ..
¯ كيف يتم الكشف عن المرض وما هو العلاج؟
 ¯¯ نعم، بفضل الكشف المبكر هناك إمكانية تحسين الحالة الصحية للمصابين وهذا ما يستدعي التقرب كأول خطوة من مختص في أمراض القلب للقيام في مرحلة أولية بإيكو ''رافيا القلب  ECOGRAPHIE  CARDIAQUE للكشف الأولي عن المرض. ولكي نقوم بالتشخيص أيضا، يجب قياس الضغط الشرياني الرئوي عن طريق تركيب قسطرة وهي عبارة عن أنبوب لقياس الضغط على مستوى الشريان الرئوي وبفضل هذه التقنية لا يمكن تحديد المرض فقط ولكن بالإضافة إلى ذلك يمكن من التحكم في كمية الدواء اللازمة لحالة المريض ومتابعة تطورها بحيث نخفض أو نضيف دواء آخر في كل مرة تبعا لنتائج الفحص، لكن للأسف يوجد عدد قليل جدا من المختصين الذين يقومون بهذا الكشف نظرا لعدم توفر الظروف الخاصة للقيام بذلك، لأن العملية تحتاج إلى قاعات مخصصة لهذا المرض وتكون في درجة كبيرة من التعقيم لتفادي التعرض لإصابات خطيرة أخرى. ويصنف الـ   H TAP أو ارتفاع الضغط الدموي الرئوي ضمن الأمراض النادرة ويمكن أن تستدعي تعقيداته تناول المريض  لثمانية أدوية على الأقل في اليوم نظرا  للتعقيدات المصاحبة للمرض وهذا ما يصعب من عملية التكفل بالمريض ونسجل بعض الانقطاع في توفير الدواء للمريض .

¯  ما هي النصائح الهامة المقدمة لعامة الناس بما فيهم المرضى ؟
 
¯¯  أنصح بالكشف المبكر عند تكرر أزمات الاختناق وضيق التنفس والإغماء من أجل تفادي التأخر في عرض المريض على المختص في المستويين الأخيرين  (الثالث أو الرابع) من المرض والذي يحدث لدينا في أكثر من ٧٥ بالمائة من الحالات الخاصة بمرض الـ   . HTAP ونؤكد على أن البحوث لازالت جارية في هذا الإطار لتحسين التكفل بهذا النوع من الأمراض للكشف عنه منذ ظهور العلامات الأولى للمرض. وأنا أدعو في هذا الصدد الجميع لتوحيد الجهود لتوفير باستمرار الدواء اللازم لهذا النوع من الأمراض النادرة، لأن مع البحوث العلمية الجارية يمكن تحسين وضعية المرضى وهناك تطوير متواصل للعلاج الخاص بهذا المرض النادر ولما لا، فالأمل يبقى قائما للوصول إلى اكتشاف دواء يؤدي إلى الشفاء التام لهذا المرض، ونؤكد أن العلاج المخصص لهذا الداء المعقد بإمكانه التحسين من حالة المريض بحيث يمكنه من العيش بطريقة طبيعية، مما يسهل عليه الاندماج في الحياة الاجتماعية   .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024