احذروا من الاستهلاك المفرط للمواد المالحة..أخصّائيّون يوضّحون:

الماء والملح..توازن بسيط يصنع الفارق

جمعتها: نضيرة نسيب

 في عصر يزداد فيه الاعتماد على الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، يتصدّر الملح والماء عناوين البحوث العلمية. فبينما لا غنى عن الملح لأداء وظائف الجسم الأساسية، فإنّ استهلاكه الزائد، إلى جانب قلة شرب الماء، يشكّلان معا وصفة صامتة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

 في تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية مؤخرا، دعت المنظمة إلى خفض استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات يوميا (ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبا)، محذّرة من ارتباط الإفراط في الصوديوم بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية وأمراض القلب. لكن الجانب الذي لا يقل أهمية هو الماء وفي هذا التوجه تشير دراسة علمية حديثة نُشرت عام 2025 إلى أن الأشخاص الذين يحافظون على مستويات ترطيب جيدة (أي يشربون كميات كافية من الماء يوميا)، ينخفض لديهم خطر الإصابة بفشل القلب بنسبة ملحوظة. فالترطيب الجيد لا يساعد فقط في التخلص من الصوديوم الزائد، بل يسهم أيضا في الحفاظ على توازن السوائل وتقليل الضغط على الكليتين.كما توضح أخصائية التغذية العلاجية، تقول أن “أكثر من 70 % من الصوديوم الذي يستهلكه الأفراد لا يأتي من ملح الطعام الذي نضيفه في المنزل، بل من الأغذية الجاهزة والمعلبة. ومع قلة شرب الماء، ترتفع تركيزات الصوديوم في الدم، مما يؤدي إلى خلل في ضغط الدم وتراكم السوائل. وتضيف: “مجرد تقليل الملح، وزيادة شرب الماء بمقدار كوبين إضافيين يوميا، قد يحدثان فرقا ملموسا في الصحة عامة خلال أسابيع.”
نصائح بسيطة بفعالية كبيرة
 وتشير التوصيات الحديثة إلى أن التغييرات الصغيرة في نمط الحياة قد تحمل أثرا كبيرا على الصحة العامة، خصوصا فيما يتعلق بتوازن الصوديوم والماء في الجسم. فاختيار الأطعمة الطازجة على حساب المعلبة، وتجنّب المنتجات الغنية بالصوديوم، بات خطوة أساسية ينصح بها الأطباء وخبراء التغذية. قراءة الملصقات الغذائية بدقة باتت ضرورة، لا رفاهية، لتجنّب الاستهلاك الخفّي للملح. كذلك، يُستحسن التقليل من الملح في الطهي اليومي وإضافة نكهات طبيعية كالليمون أو الأعشاب مثل الزعتر والريحان، التي تضيف نكهة دون رفع ضغط الدم. أما الماء، فلا يقل أهمية عن ضبط الصوديوم، إذ يُنصح بشرب كميات كافية يوميا – لا تقل عن ثمانية أكواب – خاصة في الأجواء الحارة أو بعد ممارسة التمارين. هذا التوازن بين تقليل الملح وزيادة الترطيب، بحسب الخبراء، يشكّل خط الدفاع الأول ضد ارتفاع ضغط الدم وتراكم السوائل في الجسم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025