السرطان هو أحد أخطر الأمراض التي تهدّد حياة الإنسان، ويعتبر من أبرز الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. بعض أنواع السرطان تعد أكثر خطورة، مما يجعل التنبؤ بتطور المرض والعلاج أمرا صعبا للغاية
في هذا التقرير، نستعرض أبرز السرطانات الأكثر خطورة بناء على إحصائيات علمية موثوقة، مع تسليط الضوء على الأسباب التي تجعل هذه الأنواع خطيرة جدا، وسبل الوقاية المتاحة التي بإمكانها أن تضع حدا لانتشار هذه الأنواع من السرطانات.
سرطان البنكرياس.. الخطر الصّامت
سرطان البنكرياس هو واحد من أكثر السرطانات عدوانية، حيث يشخص غالبا في مراحل متأخرة بسبب غموض الأعراض. وفقا للجمعية الأمريكية للسرطان (ACS)، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لا يتجاوز 12% فقط. وتتمثل الأعراض في فقدان الشهية وآلام البطن، غالبا ما تكون غير واضحة، مما يؤخر التشخيص والعلاج.
سرطان الرئة.. القاتل الأوّل عالميا
سرطان الرئة هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم وفقا لما جاء في تقرير للمعهد الوطني للسرطان (NCI)، فإنه مسؤول عن نسبة كبيرة من الوفيات المرتبطة بالسرطان، حيث لا يتجاوز معدل البقاء لمدة خمس سنوات 20%.
ويُعد سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة الأكثر فتكا، حيث يرتبط بشكل رئيسي بالتدخين والعوامل البيئية.
الورم الأرومــي الدبقي.. سرطـان الدمـاغ الأكـثر صعوبـة
يعتبر الورم الأرومي الدبقي من أكثر الأورام الدماغية صعوبة، وفقًا لما ذكرته أبحاث مايو كلينك لعام 2023. هذا الورم ينمو بسرعة كبيرة ويُظهر مقاومة للعلاج الكيميائي والإشعاعي. يعيش المرضى عادةً 15 إلى 18 شهرا بعد التشخيص، ما يجعله من أكثر الأورام الدماغية خطورة.
سرطان الكبـد.. مرض مرتبـط بالفيروسات والتليّـف
سرطان الكبد يُكتشف غالبًا في مراحل متقدّمة، ويرتبط بالإصابة بفيروسات التهاب الكبد B وC أو تليف الكبد الناجم عن الإفراط في شرب الكحول. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في حالات سرطان الكبد لا يتجاوز 20%.
سرطـان المـريء.. صعوبـة فـي التشخيـص والعـلاج
سرطان المريء هو من السرطانات التي تشخص عادة في مراحل متأخرة بسبب عدم وضوح الأعراض في المراحل المبكرة. تشير بيانات الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) لعام 2022 إلى أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لهذا النوع من السرطان لا يتجاوز 20%.
سرطان المبيض.. القاتل المفاجئ
سرطان المبيض، الذي يُطلق عليه أحيانًا “القاتل الصامت”، يسبب أعراضًا غير واضحة مثل الانتفاخ وآلام البطن، مما يؤدي إلى اكتشافه في مراحل متأخرة. وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (NCI)، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 49%، ولكنه ينخفض بشكل كبير في الحالات المتأخرة.
لماذا تعتبر هذه السرطانات شديدة الخطورة؟
تتمثل الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه السرطانات أكثر خطورة بحسب منظمة الصحة العالمية في كل من:
1. التشخيص المتأخر: تظهر الأعراض غالبًا في مراحل متقدمة، مما يحد من الفرص العلاجية.
2. الانتشار السريع: تمتاز هذه السرطانات بسرعة النمو والقدرة على الانتشار إلى الأعضاء المجاورة.
3. المقاومة للعلاج: تقاوم هذه الأنواع من السرطان العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والاشعاعي، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة.
كيف يمكن الوقاية من هذه السرطانات؟
رغم أن هذه السرطانات تعد من الأكثر خطورة، إلا أن هناك طرقا للوقاية والحد من المخاطر عن طريق عدّة وسائل وقائية:
الفحوصات المبكرة: إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن السرطان، مثل تصوير الثدي بالأشعة، فحوصات القولون، واختبارات الدم.
نمط الحياة الصحي: التوقف عن التدخين، ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول طعام متوازن.
التطعيمات: مثل التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد B ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من بعض أنواع السرطان.على الرغم من التحديات التي تفرضها هذهالسزطانات الفتاكة، تظل الوقاية والفحص المبكر من أبرز الأساليب التي يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر. الفهم الأفضل لهذه السرطانات وسبل الوقاية يمكن أن يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة.