طبخـات تقليدية جزائريـة في دراسة حديثة..

وقايـة ودرع صحّي في مواجهـة الأمـراض

جمعتها: نضيرة نسيب

يُعد النظام الغذائي التقليدي في الجزائر جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي، وله دور محوري في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض.  في هذا التوجه نسلط الضوء على دراسة حديثة مؤخرا أجراها المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي “إنرا” لاظهار الفوائد الصحية للأغذية التقليدية الجزائرية.

قام المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي“إنرا”مؤخرا    بتنظيم ورشة عمل بعنوان “تعزيز الإنتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي”، وذلك بالشراكة مع برنامج “كوبيا” الجزائر.  وركزت على استراتيجيات تحسين الإنتاج الزراعي لضمان استدامة الأمن الغذائي في الجزائر.

تقييم الأغذية التقليدية..ودورها الوقائي

استهدفت الدراسة تقييم القيمة الغذائية لمجموعة من الأطعمة التقليدية الجزائرية، وتحليل دورها في الوقاية من الأمراض الشائعة، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تزداد الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والمناعية. شملت العينة أطعمة مثل: “الشوربة، الكسرة، والطواجن الغنية بالخضروات والبقوليات”.
استخدم الباحثون تقنيات تحليلية متقدمة لتحديد محتوى هذه الأطعمة من الفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة.

.. محتوى غذائي مرتفع للطبخات المحلية

أظهرت النتائج أن أطعمة مثل حساء العدس والشوربة تحتوي على كميات عالية من الألياف الغذائية والبروتينات النباتية، مما يدعم صحة الجهاز الهضمي ويعزّز الشعور بالشبع، وبالتالي يساهم في الحد من السمنة.
تبين أن الأغذية الغنية بالخضروات الموسمية، مثل الجزر والبطاطا الحلوة، توفر كميات كبيرة من فيتامين  وبيتا كاروتين، مما يعزّز مناعة الجسم ويساعد في الوقاية من نزلات البرد.

مضادات أكسدة فعّالة لتقوية الجهاز المناعي..

أظهرت الدراسة من جهة أن استخدام التوابل التقليدية، مثل الكركم والزعفران، في إعداد الأطعمة يسهم في تقليل الالتهابات في الجسم بفضل احتوائها على مضادات أكسدة طبيعية فعّالة.
كما أكدت الدراسة من جهة أخرى أن استهلاك زيت الزيتون، الذي يُعتبر عنصرا رئيسيا في النظام الغذائي الجزائري، يساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بفضل احتوائه على الدهون الأحادية غير المشبعة.

إحصائيات داعمة..

وفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة ، ارتفع متوسط السعرات الحرارية اليومية للفرد في الجزائر من 1.723 سعرة حرارية في عام 1962 إلى 3.343 سعرة حرارية في الوقت الحالي، متجاوزا بذلك الاحتياجات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية (2.700 سعرة حرارية). هذا التحسن يُعزى جزئيا إلى الاعتماد على الأطعمة التقليدية الغنية بالمغذيات.

من بين أهم توصيات الدراسة..

أوصت الدراسة بالعودة إلى استهلاك الأغذية المحلية التقليدية كجزء من النظام الغذائي اليومي، لما توفره من فوائد صحية متعددة.
وأكدت الدراسة أيضا على أهمية تحقيق التوازن في النظام الغذائي من خلال مزج الأطعمة التقليدية مع ممارسات غذائية حديثة تُعزّز صحة الجسم.
دعا المعهد كذلك إلى إطلاق حملات توعوية بالتعاون مع الجهات الصحية لتشجيع المواطنين على اختيار أطعمة صحية ومتنوعة تعزّز الصحة العامة وتقي من الأمراض المزمنة.

أهمية الدراسة لدعم الغذاء الصحي كبديل ..

تأتي هذه الدراسة في وقت يعاني فيه العالم من تحديات غذائية وصحية، مثل السمنة ونقص التغذية كما تُبرز من خلال هذا البحث أهمية النظام الغذائي التقليدي كبديل صحي ومستدام يمكن أن يساهم في تعزيز الصحة العامة والحد من الأمراض.

نتائج معزّزة للنظام الغذائي التقليدي

وأخيرا تعكس نتائج الدراسة التي أجراها معهد “إنرا” القيمة الكبيرة للأغذية التقليدية الجزائرية ودورها في تحسين الصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك تُظهر الدراسة أن العودة إلى الجذور الغذائية التقليدية قد تكون حلاً فعالاً للعديد من التحديات الصحية التي يواجهها المجتمع اليوم، مما يُبرز أهمية دعم البحث العلمي في هذا المجال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024