أولاً، جدري القرود أقل عدوى مقارنة بفيروسات أخرى مثل فيروس كورونا المستجد (COVID-19). حيث يتطلب انتقاله عادةً اتصالاً مباشراً مع الشخص المصاب أو مع المواد الملوثة بالفيروس، مثل سوائل الجسم أو القروح الجلدية. كما أن الانتقال عبر قطرات الجهاز التنفسي محدود نسبياً، مما يقلّل من احتمالية انتشاره على نطاق واسع مثلما يحدث مع الفيروسات التي تنتقل عبر الهواء.
ثانيًا، الأعراض المميزة لجدري القرود، مثل الطفح الجلدي والبثور، تسهل التعرف على الحالات وعزلها بسرعة، مما يقلل من فرصة انتقال الفيروس إلى الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن فترة حضانة المرض (الفترة بين الإصابة وظهور الأعراض) قد تصل إلى 21 يومًا، مما يمنح الجهات الصحية وقتًا لتتبع المخالطين واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ثالثاً، هناك لقاحات متاحة مثل لقاح الجدري، والذي أظهر فعّالية في الوقاية من جدري القرود. تم بالفعل ترخيص بعض اللّقاحات الحديثة مثل لقاح “جينيوس” للاستخدام ضد جدري القرود، مما يوفّر أداة فعّالة للسيطرة على تفشي المرض في حال ظهوره.
ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل التحدّيات التي قد تواجه السيطرة على تفشي جدري القرود. فانتشاره في مناطق غير مألوفة بها يعني وجود فجوات في الوعي الطبّي والعام حول كيفية التعامل مع المرض. كما أن السفر والتنقلات العالمية تزيد من احتمال انتقال الفيروس إلى مناطق جديدة.بناءً على هذه العوامل، يمكن القول إن خطر تحوّل جدري القرود إلى وباء عالمي لا يزال محدوداً، لكنه يستدعي اليقظة والتعاون الدولي لضمان عدم تفاقمه. السيطرة على الانتشار تعتمد على التوعية الصّحية، الرصد المبكر، والإجراءات الوقائية المناسبة، بما في ذلك العزل والتطعيم عند الضرورة.
مصدر صحي موثوق