كل عام، يتكرر الشيء نفسه.. نتطلع إلى العطلة، وعندما تصل أخيرًا، تمر بسرعة جنونية.. الوقت يفر بشكل غريب أكثر بكثير مما كان عليه أثناء العمل.. لا يختلف الأمر بالنسبة لعطلة نهاية الأسبوع..
عندما يبدو أن الوقت يتسارع.. اطمئن، إنه ليس سوى انطباع، وقد يكون هناك تفسير عقلاني، يقترح باحثو جامعة أوهايو في تحليل تلوي (مجموعة من العديد من الدراسات العلمية) نشرت في مجلة علم نفس المستهلك.
في إحدى الدراسات، استطلع الباحثون آراء 451 مشاركًا سُئلوا عما إذا كانت عطلة نهاية الأسبوع القادمة ستكون «ممتعة» أو «سيئة» أو «مناسبة تمامًا» لهم. بعد ذلك، كان عليهم أن يقيموا على مقياس من 0 إلى 100 مدى قرب أو بعد بداية عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لهم (0 = قريب جدًا، 100 = بعيد).
أظهرت النتائج أن عطلة نهاية أسبوع ممتعة كانوا يتطلعون إلى الشعور بها أكثر بعدًا وأقصر، في حين أن عطلة نهاية أسبوع سيئة لم يكونوا يتطلعون إلى الشعور بها أقرب إلى الحاضر وأطول.
الرسالة الرئيسية لهذه الدراسة هي أن إدراك الوقت يتأثر بطبيعة الحدث المستقبلي وتوقعه. وبعبارة أخرى، فإن «الانتظار الذي لا نهاية له لبداية العطلة (حدث إيجابي مسبق) جنبًا إلى جنب مع الشعور بأن العطلة ستمر بأقصى سرعة، يقود الناس إلى الانطباع بأن البداية بعيدة وأن النهاية قريبة، وبعبارة أخرى، في ذهن الشخص، تنتهي العطلة بمجرد أن تبدأ.
يقول سيلين مالكوك، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ التسويق في كلية فيشر للأعمال في جامعة ولاية أوهايو: «لديهم مدة غامضة وغير محسوسة». هناك أيضًا حقيقة التفكير في العودة والتحضير لبداية العام الدراسي، مما يغير بشكل كبير من إدراك الوقت.
لنواجه الأمر، هناك العديد من النصائح لجعل العطلات أبطأ:
-الذهاب إلى مكان جديد: بالإضافة إلى كسر الروتين، سيواجه الدماغ صعوبة أكبر في توقع ما لا يعرفه.
- القيام بالأنشطة بشكل عفوي بدلاً من توقّع كل شيء: تسرع الأنماط التي يمكن التنبؤ بها من إدراك الوقت.
- التباطؤ عن طريق تناول وجبة الإفطار، أو أخذ قيلولة، أو قراءة كتاب، أو التأمل بوعي... أو حتى «الشعور بالملل» في بعض الأحيان، وهو أمر متجدّد للغاية للدماغ.
إن تعلم مهارة جديدة (الغيتار، وركوب الأمواج، والطبخ...) يغيّر تصوّرنا للوقت. يقول عالم الأعصاب الدكتور ديفيد إيغلمان: «عندما نكرر نفس المهام، يمرّ الوقت أسرع بكثير مما نفعله عندما نفعل شيئًا جديدًا». الوقت الممتد «لأول مرة».